في هذه الحياة الصعبة لا بد من التعاون وتقاسم الأدوار والمسئوليات بين الزوجين .
وكانت مهمتي الأساسية الإهتمام بتنشأة أولادنا الأربعة بكافة جوانبها الدراسية والثقافية والدينية وحتى البدنية و الصحية .
وكانت مهمة صعبة جدا تنشأة الأولاد وخاصة أنهم جميعا ذكور , حيث أن تنشأة الذكور أصعب بكثير من تنشأة الإناث ,لأنهم أصعب في الإنقياد, وأقرب إلى التمرد , مع إختلاف شخصية كل منهم , مما يتطلب معاملة خاصة لكل منهم تتماشى مع شخصيته وتركيبه .
فمنذ عشرات السنين ومنذ أن كانوا صغارا حيث أن فروق السن بين كل منهم سنتان فقط كان يومي من الصباح وحتى المساء مشغولا بمتابعة شئونهم فبالإضافة للقيام بشئون البيت وشئون الأولاد الحياتية كنت لابد أن أتابع دروس كل واحد منهم وواجباته المدرسية ومراجعه الدروس مع كل واحد منهم حتى أنني حفظت كتب جميع المراحل الدراسية من الإبتدائي حتى الثانوي من أدب وشعر وتاريخ ووووو.....وخاصة الصغير فقد كان يكره الكتابة كثيرا ويقضي نصف النهار في الصف الأول والثاني الإبتدائي لكي يكتب نصف صفحة وبين كتابة كل كلمة والثانية يأخذ إستراحة , وبين كل جملة وجملة يطلب صحن من الزبيب بحجة أن أكل الزبيب يحسن خطه في الكتابة !!!!
وكان هذا الأمر ينطبق على الأولاد الثلاثة ما عدا الثالث فمن الناحية الدراسية من الصف الأول الإبتدائي حتى الجامعة كان لا يرضى بالتدخل في شئونه الدراسية ولكنه في نفس الوقت كان يقوم بما عليه 100 % وبهدوء وبتفوق حتى تخرج من الجامعة وهو أيضا رفض الدراسة في الخارج وتخرج من قسم العلوم المالية بجامعة الأمير سلطان في الرياض وكان الأول على الخريجين .
وكان من أصعب القرارات هو إتخاذ قرار بإرسال الأولاد الثلاثة للدراسة في كندا وأمريكا على الصعيد الإجتماعي وخاصة خروجهم في زمن مبكر من مرحلة الشباب بعد الثانوية ومن السعودية إلى أمريكا وكندا , أو على الصعيد المادي والتكلفة الباهظة والخيالية ومما زاد العبء أنهم في مرحلة من المراحل تداخلت الأمور وأصبح الأولاد الأربعة في وقت واحد في الجامعة ,
وكنت خلال فترة وجود الأولاد الثلاثة في جامعات الغرب أتابع كل واحد منهم بصفة يومية عبر الإنترنت , وكان جدول محاضرات كل منهم معلق على جانب الكمبيوتر , وكنت أتابعهم أثناء المحاضرات عبر الكمبيوتر المحمول عندهم , وللطرافة ولدي الصغير كنت جالسة على النت , ولاحظت أنه دخل على النت , وبمراجعة برنامج محاضرته المعلق على جانب الكمبيوتر كان من المفروض أن يكون داخل قاعة أحد المحاضرات في جامعة تورونتو فما كان مني إلا ن سألته عبر النت ماذا تعمل ؟ , وأين أنت الآن ؟ , ولماذا لست في المحاضرة ؟ فأخذ يضحك ويقول أنا في داخل قاعة المحاضرة , فقلت له إذا لماذا داخل على النت , فكان جوابه بأن المحاضرة والمحاضر مملين فدخلت على النت هربا من الملل !
وهكذا كانت حياتنا خلال السنوات الماضية التفكير في دراسة الأولاد ومتابعة ذلك بشكل يومي من الصباح وحتى المساء والتفكير والتخطيط والعمل على توفير إحتياجاتهم في الغربة حتى تخرج الجميع وأنهوا دراستهم بعون الله وتوفيقه وإنشغل كل منهم في دروب هذه الحياة , وإنزاح الضغط والمسئولية الملقاتين على عاتقي .
فجأة بدأت أحس بالفراغ فلم يعد يشغل بالي شيء , ولدي متسع من الوقت, فبدأت أشغل وقتي بمطالعة الكتب العالمية المشهورة والجديدة , والإستفادة من الكم الهائل من المعلومات على شبكة الإنترنت ومن خلال تصفح الإنترنت عثرت على منتدى البوخابور , وبدأت بمتابعة ما ينشر في المنتدى , فلاحظت جدية المنتدى , والمستوى الرفيع للمشاركات , والإلتزام بقواعد الأدب وأصول التخاطب بين أعضائه فقررت المشاركة في هذا المنتدى وتقديم ما أستطيع لأبنائنا الشباب ( أبنائنا الجدد ) ومحاولة إعطائهم خلاصة تجاربنا في الحياة .
وقد حدثت المستشار عن المنتدى , فلم يبد تحمسا في البداية , وأعدت الإلحاح عليه بأن يطلع على المنتدى على الأقل , فتجاوب مع ذلك وبدأ بمتابعة المنتدى وما يكتب به , إلى أن تكونت لديه القناعة بأن هذا المنتدى يستحق الدعم والمشاركة وتوقع مستقبلا زاهرا ودورا طليعيا له في خدمة البوخابور فقرر الإنضمام للمنتدى
ملخص ما نريد قوله هناك من يرى ( وخاصة في الغرب ) أن الحياة صعبة جدا , وأن الإنسان يولد في هذه الحياة ويحتاج للدعم والمساندة في مسيرته في هذه الحياة من والدية , وأن الدعم من والديه البيولوجيين لا يكفي لصعوبة الحياة وقسوتها ولذلك يحتاج الإنسان إلى أب وأم آخرين يهتمان به ويلتزمان بمساعدته ويمكنه اللجوء لهما عند الحاجة وهذين الأبوين يسمونهما العرابين الأب العراب . Gudfather
نحن نشعر أن شباب المنتدى كلهم بمثابة أبنائنا , ونحس بإلتزام أدبي ومعنوي تجاههم , لدرجة أننا نتابع كل واحد منهم من خلال ما يكتب , ونستطيع أن نحدد تركيبته وميوله ومواهبه كما كنا نفعل مع أولادنا ولكن في نفس الوقت نشعر بشعورهم ونهتم بمعاناتهم , نفرح لفرحهم ونحزن لمعاناتهم كأولادنا .
وبكلمة أخيرة نحن نشعر أنكم أولادنا , ونعتبركم أولادنا , فهل تقبلونا و تعتبرونا كآبائكم ؟