ولكننا هنا لا نشجع على هذه الظاهرة الغير حضارية
هل تعلم عزيزي مجد أن الخربشة على الجدران هو أعلام بحد ذاته ..
إذا تأملت تلك الخربشات على جدران الأحياء الفقيرة وبعض الأماكن والطرقات, سوف بذلك تكتشف شيئاً جديداً لنص مختلف، شيئاً أكبر من كونه نصاً.
وهو أمر يجعل المرء يربطها بحقيقة الفشل الحياتي و لغة لـ(الفضح) و(التعرية) و (العنف) و(الوحشية) و(الانقلاب على السائد), وهي مستويات تختلف باختلاف مظاهر الرؤية والتفكير.
كما تعالج هذه القراءة العلاقة الخفيّة بين السردي والتشكيلي وذلك من جهة أن الكتابة على الجدران تمثل في حقيقتها نصوصاً سرديةً مفتوحة تختبئ بداخلها قصص الأشخاص وأسرار المجتمع وثقافتهم الحضارية.
إن الكتابة على الجدران هي الطريق إلى نوعية الأشخاص, وما ترسمه من تضادية بين ثقافة الشارع وثقافة البيوت.
هل نستطيع أن نعتبر الكتابة على الجدران نوعاً من التسجيل للذاكرة؟
أليست عبارة(ذكريات أبو ...) والتي نجدها غالباً مكتوبة على الجدران دليلاً على تسجيل الذكرى لشخص ما.
كما أن بعض تلك الذكريات المكتوبة على الجدران يقوم كاتبها بتسجيل التاريخ وتحديده بالعام والشهر واليوم, وكأنه بذلك يسجل سرداً ذاكراتياً بطريقة بصرية.
والقراءة الأدبية للخربشة من شأنها أن تصل بنا إلى لغة أخرى، لغة جديدة، تتجاوز فيها لغة الحلم ولغة العبث إلى لغة الرسم الأكثر تعبيراً وتعقيداً.
ولهذا فإن التفكير الفلسفي لتلك العوالم الخربشية لأمر يقودنا إلى الطريق الصحيح في كونها تعبّر عن أزمة الإنسان في زمن الآلة وهشاشته، ومحاولة منعه وسلب إرادته وحريته وجماله.
إنها تعبير عن أزمة الوجود!!!
موضوع مهم جداً ..