[frame="7 80"]
قضية المرأة من أكثر القضايا التي تناولها المغرضون والمحاورون والمجادلون في القضايا الإسلامية ..... وأصبح كل من يدعي الانتساب إلى فئة المتحررين والمتنورين يتناول قضايا المرأة في الإسلام ..... ومن خلال موضوع المرأة حاول المغرضون النيل من الإسلام لإثبات جمود الإسلام وعدم ملاءمته لروح العصر .
والسؤال هو :
هلل قلل الإسلام من إمكانات المرأة العقلية وسلوكها الديني ؟
تقول قائلة :
لقد قلل الإسلام من إمكانات المرأة وقدراتها العقلية والذهنية ولمز من دينها عندما وصفها ناقصات عقل ودين ؟!.
لماذا يقول عنها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ( ناقصات عقل ودين )
نقول :
أولاً لم يهون ويقلل الإسلام من إمكانات المرأة بل تعامل معها تعاملاً يتناسب مع تميزها وطبيعتها .
أما بالنسبة للانتقاد الذي وجهته الأخت المنتقدة واستدلت بحديث يقول { النساء ناقصات عقل ودين } .
لابد في البداية أن نفهم الحديث بشكل صحيح ، لندرك ما يرمي إليه . ولكي نصل إلى ذلك نورد كامل الجملة التي وردت في الحديث .
فالحديث يرويه بخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجمع من النساء ، في حديث طويل : " ... ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن ".
إن المتفحص لعموم الحديث يلاحظ أن الرسول الكريم _ في هذا الحديث _ يمدح النساء ويظهر تميزهن ، بعكس ما قد يفهمه بعض الناس على أنه تهوين أو تنقيص لقدر وإمكانات المرأة العقلية .
فالواحد منا إذا أراد أن يظهر تميز شخص ما تميزاً فائقا ينعته أحياناً بنعوت البساطة ثم يظهر فاعليته وقدراته فقد أنعت شخصاً بالشجاعة فأقول هجم عليه عشرة أشخاص أقوياء وصرعهم جميعاٍ وهو وحده ولا يحمل إلا مسدساً واحداً.
وأقول أيضاً عن رجل رقيق النفس شديد العاطفة : ما رأيت رجلاً بعيد عن المجالات العاطفية وقليل الخبرة بأحوال القلوب يعشق هذا العشق ، ويتغزل هذا التغزل .
فأنا عندما أصف هذا الرجل بهذا الوصف ( أنه بعيدٌ عن المجالات العاطفية وقليل الخبرة بأحوال القلوب ) لا أنفي عنه العاطفة والرقة إنما وصفته بداية هذا الوصف لأثبت أن حركته العامة ليست مرتبطة بهذا المجال العاطفي ومع كل هذا فهو نابغ ومتفوق في هذا المجال أكثر من أهله وكذلك المرأة على الرغم من أن مجالها بشكل عام ليس في المحاكمات العقلية والأعمال المرتبطة ارتباطا وثيقاً بالذهن ومع ذلك فإنها تستطيع أن تذهب وتؤثر في عقل أفهم الرجال وأقواهم .
فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لا ينفي عن المرأة كمال عقلها ، بل يثبت قدراتها التي تفوق قدرة أرجح الرجال عقلا على الرغم من أنها كانت ومازالت لا وجود لها في المجالات التي تحتاج أي أعمال ذهنية شديدة التعقيد ولذلك فسر النبي صلى الله عليه وسلم نقص العقل عمليا : بأن شهادة رجل تقابلها شهادة امرأتين ، ونقص الدين بأن المرأة تمر عليها العادة الشهرية فتترك الصلاة والصيام .
فالمرأة من حيث الكم المرتبط بالتوقيت الزمني للعبادة أقل من الرجل ، وهذا أمر طبيعي تكويني وليس تكليفياً ، لذا لا تحاسب عليه المرأة .
كما أن مقطوع اليد لا يغسلها فهو أقل من أخيه في تطبيق فرائض الوضوء ، فالقلة هنا ليس للتقليل من قيمته أو التنقيص من عبادة إنما هو توصيف للحالة التي هو عليها .
أما القول أن الإسلام قلل من إمكانات المرأة ومن قدراتها !!.
فهذا كلام يناقض ويخالف صريح النصوص الدينية .
فلو تفحصنا القرآن الكريم ، لرأيناه يتحدث عن المرأة القائد فذكر بلقيس وكم تحدث وتحدث عن رجاحة عقلها وبعد نظرها وثاقب فكرها وتحدث عن المرأة الحرة المعبرة عن رأيها بكل شجاعة وقوة فجاءت سورة المجادلة .
وتحدث عن المرأة العابدة المتبتلة التقية النقية فكانت مريم النموذج .
وتحدث عن المرأة الصابرة والصالحة والمدافعة عن الحق فذكر آسيا زوجة فرعون ... وتحدث عن المرأة المربية والحنون فكانت أ موسى وأخته ... وتحدث عن المرأة الماكرة صاحبة الكيد والدهاء المفعمة بسعير الشهوات فذكر زوجة العزيز ....
من خلال هذه المقتطفات السريعة لهذه النماذج التي وردت في القرآن الكريم يتبين لنا أن الإسلام نظر إلى المرأة نظرة واقعية ولم ينتقص من إمكاناتها .
وتحدثنا نصوص السيرة عن المرأة التي تشارك الرسول بالرأي بل ويستفتيها الرسول فتجيبه فكانت أم سلمة مثالاً وعن المرأة الفقيهة فكن أمهات المؤمنين .
وتحدثنا السيرة عن المرأة الطبيبة وعن المرأة المقاتلة وعن المرأة العالمة ولا مجال للسرد التاريخي إذ يمكن الرجوع إلى كتب السيرة لمن أراد الإستزادة .
أما نصوص الأحاديث فتثبت للمرأة كيانها المتميز الذي لا يقل عن الرجل ولذلك جاء في الحديث الذي يرويه الإمام أحمد في سنده قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "النساء شقائق الرجال"
لقد قرأت هذا الكلام في كتاب اسمه ( حوارات حرة حول المرأة في الإسلام ) وأحببت أن أنقله لكم وأنصح الجميع بقراءة هذا الكتاب .
[/frame]