عِنَدَمّا بَلَغ الْوَزِير وَالْمُفَكِّر وَالْشَّاعِر الْرَّاحِل غَازِي الْقْصِيْبِي سَبْعُوْن عَاما قبل بضع أشهر كُتِب قَصِيْدَتِه
" سَيِّدَتِي الْسَّبْعُوْن"
مَاذَا تُرِيْد مِن الْسَّبْعِيْن.. يَا رَجُل؟!
............ لَا أَنْت أَنْت.. وَلَا أَيَّامُك الْأُوَل
جَاءَتْك حَاسِرة الْأَنْيَاب.. كَالِحَة
............ كَأَنَّمَا هِي وَجْه سَلَّه الْأَجَل
أَوَّاه! سَيِّدَتِي الْسَّبْعُوْن! مَعْذِرَة
............ إِذَا الْتَقَيْنَا وَلَم يَعْصِف بِي الْجَذَل
قَد كُنْت أَحْسَب أَن الْدَّرْب مُنْقَطِع
............ وَأَنَّنِي قَبْل لُقْيَانَا سَأَرّتَحِل
أَوَّاه! سَيِّدَتِي الْسَّبْعُوْن! مَعْذِرَة
........... بِأَي شَيْء مِن الْأَشْيَاء نَحْتَفِل؟!
أْبِالشَبَاب الَّذِي شابَت حَدَائِقُه؟
............ أَم بِالْأَمَانِي الَّتِي بِالْيَأْس تَشْتَعِل؟
أَم بِالْحَيَاة الَّتِي وَلَّت نَضَارَتُهَا؟
............ أَم بِالْعَزِيْمَة أَصْمُت قَلْبَهَا الْعِلَل؟
أَم بِالْرِفَاق الْأَحِبَّاء الْأُلَى ذَهَبُوْا
............. وَخَلَّفُونِي لِعَيْش أُنْسُه مَلَل؟
تَبَارَك الْلَّه! قَد شَاءَت إِرَادَتُه
.............. لِي الْبَقَاء.. فَهَذَا الْعَبْد مُمْتَثِل!
وَالْلَّه يَعْلَم مَا يُلْقِى.. وَفِي يَدِه
............ أَوْدَعْت نَفْسِي.. وَفِيْه وَحْدَه الْأَمَل
رحمــــة الله عليكَ أبـا يـارا