يحكى أنه ذات مرةٍ مرَّ الأصمعي على حجر في الحجاز وقد كُتِبَ عليه بيتاً من الشعر كتبه عاشق للعاشقين فقال:
أيا معشر العشّاق بالله خبروا
إذا حلَّ عشق بالفتى كيف يصنعُ
أي ماذا يفعل الشخص إذا عشق ,فرد عليه الأصمعي لأنه قد يمر هذا العاشق ويكتب مرة أخرى فكتب الأصمعي:
يداري هواه ثم يكتم سره
ويخشع في كل الأمور ويخضعُ
وبعد بضعة أيام يقول الأصمعي أنه مر ثانيةً على الحجر وقد رد عليه العاشق قائلاً:
وكيف يداري والهوى قاتل الفتى
وفي كل يوم قلبه يتقطعُ
أي كيف أصبر وكل يوم يتقطع قلبي على عشيقتي ,فرد عليه الأصمعي :
إذا لم يجد صبراً لكتمان أمره
فليس له شئٌ سوا الموت ينفعُ
يعني هذا لن ينسا إلا وقت الموت ,فيقول الأصمعي أنه بعد أيام مر على الحجر وقد سمع أن العاشق قد مات وكتب بيتين تحت آخر بيت كتبه الأصمعي :
سمعنا أطعنا ثم متنا فبلغـوا
سلامي إلى من كـان للوصل يمنعُ
هنيئاً لأرباب النعيم نعيمهم
وللعاشق المسكـين مـا يتجرعُ
تحياتي:M.Kh