إصدار أول تفسير للقرآن الكريم بلغة "الإشارة" للصم
أعلن في العاصمة الأردنية عمان عن إصدار أول تفسير للقرآن الكريم كاملا بلغة الإشارة، وهو تفسير من شأنه أن يخدم أكثر من ستة ملايين أصم في العالم العربي، وعشرات الملايين من هذه الفئة حول العالم.
وجاء التفسير –الذي أعدته جمعية القرآن الكريم بالتعاون مع إحدى الشركات- في ستين ساعة تلفزيونية يقدم من خلالها مترجم متخصص التفسير الكامل للقرآن بلغة الإشارة لفئة الصم، الذين يبلغ عددهم في الأردن 17 ألفا ويعاني 95% منهم من الأمية.
وتقوم آلية عرض هذا المنتج على عرض الآية القرآنية بالرسم العثماني وبصوت قارئ متقن، ويقوم المترجم بشرح معنى الآية بلغة الإشارة، وتتضمن صورا من الكون تقرب المفهوم للأصم بأسلوب علمي مدروس.
امتد العمل في إعداد هذا التفسير خمس سنوات، واعتمد فيه التفسير الميسر الذي صدر عن مجموعة من علماء المملكة السعودية، وتفسير المنتخب الصادر عن الأزهر الشريف بمصر.
وجاء العمل بإجازة من وزارة الأوقاف الأردنية وبإشراف عدد من علماء التفسير المعروفين، كما قام بمراجعته أستاذ التفسير بكلية الشريعة بالجامعة الأردنية سليمان الدقور.
وتبلغ كلفة النسخة الواحدة من هذا المنتج مائة دينار أردني (141 دولارا) وتعهدت الجمعية بإيصال نسخ منه لكل أصم بالأردن مجانا، ودعت خلال الحفل المحسنين لشراء أو تمويل توزيع هذا المنتج على الصم بالأردن والعالم العربي والإسلامي.
وقال رئيس جمعية المحافظة على القرآن الكريم عمر الصبيحي إن هذا المنتج "هو الأول في تاريخ البشرية والإسلام، ويخدم فئة تعتبر مغيبة إلى حد كبير عن كتاب الله وتفسير معانيه".
ولفت الصبيحي إلى أن الإعاقة السمعية تعتبر أصعب أنواع الإعاقات، وأنه جرى اختيار المترجم للغة الإشارة حسين العورتاني، الذي تمتد خبرته بهذا المجال لربع قرن.
وتابع قائلا "أهمية هذا التفسير تكمن في أن العرب يفهمونه بنسبة 100%، كما يفهمه غير العرب بنسبة تصل إلى 70%".
وقال إن إصدار هذا المنتج جاء في الذكرى العشرين لتأسيس الجمعية، وبعد خمس سنوات من إصدار الجمعية للمصحف بطريقة "برايل" والذي يخدم فئة فاقدي البصر ولاقى رواجا كبيرا بالأردن والعالم العربي والإسلامي.
وبين أن الجمعية تعمل حاليا على إصدار المصحف المصور كاملا، وهو أول عمل من نوعه في تاريخ البشرية، حيث قام مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالسعودية بإصدار سورة إبراهيم فقط سابقا.