ثنائيات مرفوضة في دير الزور

[تيسير الحمد]

[frame="4 80"]

ثنائيات مرفوضة في دير الزور

من أشد المفارقات الموجودة في دير الزور أنها لاتتسع لاثنين مهما صغر حجمهما ، أو علا شانهما .
لايمكن لدير الزور أن يكون فيها معملين لنفس المنتج ، ولايمكن لها أن تتسع لأكثر من مبدع واحد في مجال عمله، وعلى هذا الفرد لوحده أن يكون في الواجهة ، دون السماح لغيره أن يظهر إبداعاته التي يقر الجميع بوجودها .
لايمكن لدير الزور أن تتسع لجريدتين ، أو لصحفيين لامعين رغم أن صفة اللمعان كبيرة ، ومن الإنصاف القول صحفيين نشيطين ليس إلا ، وإلا فإن ظهور الثاني يعني ضرورة حرقه وبسرعة ضمن اعتراف واهٍ بقدرة الأول ، حتى لو لم يستند هذا الاعتراف على معطيات سليمة ، ولايمكن لها أن تتسع لمديرين مميزين ، أو لقياديين قادرين على تقديم الأفضل .
كما لايمكن لدير الزور أن تتسع لأكثر من رجل واحد يقرر مالذي يجب أن يكون ومالذي يجب أن يُرفض ، والحديث هنا عن وجود استشاري في المفاصل القيادية أهل للثقة بكل معنى الكلمة.
ولايمكن لدير الزور أن تتسع لأكثر من شيخ عشيرة واحد يعول على كل منهما النهوض بثقافة العشيرة، وتقديم المزيد منها .
لايمكن لدير الزور أن يكون فيها ناديين في الواجهة يدخلان غمار البطولات معاً ، أو بطلين رياضيين يسجلان اسم المحافظة في سجلات البطولات ، أو أديبين اثنين يُشهد لهما بالنشاط الفكري ، أو شاعرين اثنين يتنافسان على تقديم الأكثر تميزاً وذوقاً أدبياً ، أو فنانين في أي مجال يمكن لهما ان يسطرا الفن الديري بحروف من ذهب ، فالواقع يقول بضرورة وجود واحد منهما فقط ، مع عدم التفكير بإمكانية استثمار طاقات الثاني وإبداعاته .
ولأنها لم تتسع لأكثر من واحد في كافة المجالات فإن الكثيرين يقررون الرحيل ، ليس اعترافاً منهم بقدرة الموجود الوحيد والمنفرد ، بل بحثاً عن فرصة لإثبات الذات وخلق الاسم في المجتمع وتفجير طاقات الابداع وبامتياز سريع ، فنرى من يهجرنا يبدع في العاصمة ، ويبدع أكثر في الدول العربية الأخرى ، في الوقت الذي لم نستثمر وجودهم عندما كانوا يرغبون بأن يكونوا واحدا من مجموعة وليس واحدا من اثنين فحسب .
المفارقة الأكثر غرابة في ذلك ، أنه حتى الواحد الذي ينفرد اليوم بمكانه غير قادر على تقديم الكثير ، فقد عرف كيف يسيس عمله ، وعرف كيف يكون هادئاً وغير مزعج أو مربك ، وعرف كيف يريح راس القيادة من مراسلاته وكثرة مطالباته ، لينقلب الحال إلى عمل رتيب لم ولن يخرج عن الروتين طالما أنه اعتمد على هذه الوتيرة الركيكة في العمل .
الحديث هنا بدون استثناء فالقاعدة الأكثر إزعاجاً أننا اليوم أمام واحد فقط لم يعد قادراً على تقديم الجديد ، ولم يعد قادراً على اتخاذ قرار شجاع بالتنحي .. ليكون لدير الزور وحدها ووحدها فقط حق الانفراد وبامتياز بأن أبنائها يأكلون بعضهم ، وهم العارفين تماماً كيف تؤكل الكتف في الخارج ...

تيسير الحمد

[/frame]

[frame="4 80"]
[/frame]

[ابواسامة]

سلمت يداك اخ تيسير : موضوعك بناقش الانانية وحب الذات وهي موجودة في مجتمعاتنا وتنعم بها وقدتطرق لذلك وذكره الاخ ابو احمد في موضوع الامس موضوع – (بالحب وحده)حيث اوجز بقوله عليك ان تحب كل الناس ..وتتمنى الخير لكل الناس وتحب لهم ما تحب لنفسك لكي تنعم بالحب –

والادهى من ذلك موضوع الحسد فالبعض لايريد ان يكون فلانا اغنى منه او انجح منه او ابدع منه كم نتمنى ان يكون ذلك في العلم اوالعمل اوفعل الخير اوخدمة الناس والمجتمع وانم في امور دنيوية زائلة لافائدة منها ولا نفع فالمنصب لايدوم لاحد ولكن الفضل والدوام لله و لمن يترك بصمة ايجابية يذكره الناس بها ويثنون عليه من اجلها – وتكون في ميزان اعماله يوم القيامة

هذه رؤيتي ولغيري رؤية اخرى فليدلي بها –وتقبل تحياتي ومروري –ابو اسامة

[المستشار]

هناك من يقول أن هذه النزعة الظاهرة في أهل المنطقة مردها أن سكان المنطقة يعود ( وأكثرهم زبيديين ) أصلهم إلى اليمن وأن النزعة الملكية ( الفردية ) عندهم لإنحدارهم من ملوك اليمن ( سبأ وحمير ) ومن هنا منشأ النزعة الفردية عندهم .
نعم أخي الكريم هناك تكريس واضح لهذه النزعة لدى أبناء المنطقة وربما في الجينات الوراثية لديهم .
ولا يسعنا إلا أن نقول الله المستعان .

[أبوهشام]

قال سول الله صلى الله عليه وسلم (إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم)

قال أحد العلماء (لا تركب حصان الطبع فإنه يسير في ركب الشيطان)

فالمقصود أيها الاخوى ان طباع الانسان يكتسبها من صغره ممن حوله ومن مجتمعه ومن اهله . ولكن ما أتى على لسان النبي صلى الله عليه وسلم وما برهنت عليه السيرة النبوية عندما كان العرب قبل الاسلام متحاربين متباغضين كيف تغيروا جذريا إلى صحابة وتابعين وفاتحين ...

هذا يدل على ان الطبع يمكن تغييرة وان المجتمع كله يمكن تغييره وهذه الآن أمانة في اعناقنا نحن المثقفين نحن من نرى الحقيقة وننقد الواقع نحن اول المطالبين بالتغيير اذ لا يقع اللوم على الجاهل ابدا .....
لذا فليكن هذا المنتدى هو الصرح الذي يشار فيه الى الخطأ في العموميات ودون تحديد فئة او قبيلة ويشار فيه كيف يكون الصواب.....

[المهاجر]

مشكور اخي تيسير على موضوعك القيم
كلامك سليم الى حد ما , واظن السبب الرئيسي هو الحسد والانانية الذي استشرى بيننا وخاصة بين الاقارب والاخوة فيما بينهم ولا حول ولا قوة الا بالله
والدليل على ذلك تجد الكثير من الناس من غير منطقتنا يعني مو من دير الزور اعمالهم ومصالحهم في دير الزور ميسرة فتجد التجار من حلب وحماة وادلب في دير الزور تجارتهم جيدة وامورهم تمام