معادلة كثيرا ما نواجهها في حياتنا الواقعية و يفترضها الكثيرين وهم يؤمنون أيضا بأن الشخصية الرومانسية لا تستطيع العيش في هذه الحياة او مقابلة ظروفها و صعابها فكأن جنات تلك الرومانسية أنعم و أخف و أضعف من أن تتحمل صفعات الواقع . و لكن برأيي الشخصي إن العكس هو الصحيح لأن الشخص الرومانسي هو أقوى شخص يستطيع احتمال صدمات الواقع و الحياة . فلربما هذه الورود التي يعشقها تزرع القوة بداخله بسبب احتوائها على الأشواك بجانب ألوانها المذهلة و الأبيات التي ينسجها تقوي الإحساس بالحقيقة في داخله . و تلك الشموع التي يحرقها تعلمه معنى التضحية و إنكار الذات فالإنسان الرومانسي ينظر إلى روح الأشياء و ليس إلى ذواتها . لا ينظر إلى الفراق على أنه فراق نهائي . بل افتقاد روح لروح و ليس جسد لجسد .. فقد يجاورني هذا الجسد لأعواما عديدة . لكن وجوده كعدمه و الإتصال الروحي بين هذين الجسدين متوقف . و قد يكون جسد كل منهما في ركن . لكن هناك رابط قوي من الشعور يربط بين هذين الجسدين و لا يشعر أحدهما بالغربة و الألم بالرغم من أن طرفه الآخر بعيد عنه ألاف الكيلومترات و أيضا نلاحظ أن الإنسان الرومانسي ينظر عند قرائته للشعرإلى روح الشعر و ليس حروفه . ينظر إلى معاناة الشاعرو يعيشها و يتشبع بها و إلى إحساسه المتجسد في قصيدته مهما بسطت الألفاظ أو كانت ساذجة . فقد يكون هناك شعر يكتب من غير معاناة فلا تصلنا معانيه و إن جادت ألفاظه ..و أسلوبه .. و محسناته