قصص أخرى من ذاكرة مجاهدي الرقة.. سجينات يؤججن روح الثورة

[القيصر]

قصص مشرفة من مجاهدي الرقة

ثوار و مجاهدون كرسوا لنا مفاهيم النضال و عمقوا جذوره. حيثأسهموا في جلاء المستعمر عن أرض الوطن بدمائهم الزكية و بأجسادهم التي تحولت إلىشظايا في عيون المستعمر كتب الجلاء و شمخ الوطن بما حقق رجاله الأحرار مناستقلال.
في ثقافي العدويبدمشق قدم الأستاذ عبد الرحمن الأحمد محاضرة عنوان «ثوار من الرقة» استعرض منخلالها صفحات مشرقة من تاريخ الرقة و توقف طويلاً عند المجاهد محمد الفرج السلامةالذي تقلد عدة مناصب رسمية فكان مستشاراً في إدارة قضاء الرقة بالعهد العثمانيومدير ناحية الحمام في العهد الفيصلي، و نائباً في الجمعية التأسيسية للمجلسالنيابي السوري، كان من المناصرين للحكومة العربية (الشريفية) ولم يتعاون معالفرنسيين أو العثمانيين عرف بالوطنية و الميل إلى نصرة المظلوم.‏
سجينات 4/تموز -1941-‏
قامت مجموعة منأبناء العشائر المحيطة بالرقة بمهاجمة مواقع القوات الفرنسية فاستولوا على القشلة وأخذوا السلاح والذخيرة و احرقوا السجلات الفرنسية، لم تستطع القوات الفرنسية اعتقالالمهاجمين وخاصة زعيمهم تركان الغفان و انتقاماً من الثوار اعتقلت خمس عشرة امرأةووضعوهن في سجن السرايا للضغط على الثوار لتسليم أنفسهم، و حين سمع الشيخ محمدالفرج ثارت حميته ودخل إلى المستشارية مهدداً ثائراً و لم يخرج منها إلا وقد فكأسرهن بالقوة، نذرت إحدى النساء اللواتي أفرج عنهن أن لا تقص شعرها إلا على الشيخمحمد الفرج السلامة و هذا تقدير واعتزاز بمواقفه النبيلة، و هذه العادة من عاداتأهل المنطقة حيث إن المرأة لا تقص شعرها إلا بفقدان عزيز أو قريب لها.‏
حاول الفرنسيونتقديم إغراءات للشيخ محمد الفرج حيث عرضوا عليه تسليح عشائر الولدة بألف قطعة سلاح،فقال لهم انتم تنهبون خيرات بلدنا، محتلون لأرضنا و نحن لا ندافع عنكم وبهذا يؤكدأن انتماءه لم يكن ضعيفاً وإنما كان وطنياً وعروبياً بكل معنى الكلمة.‏
- حادثةالميرة-‏
معنى الميرة هيدائرة توريد الحبوب أنشأها الفرنسيون لتأمين احتياجاتهم وحلفائهم الإنكليز منالحبوب أثناء الحرب العالمية الثانية.‏
في اجتماع لبعضالنواب و الشخصيات السورية واللبنانية مع المفوض السامي الفرنسي في بيروت الجنرالكاترو قائد القوات الديغولية عام 1942 استعرض المفوض السامي الحاضرين وسألهم عنمطالبهم و عندما سأل الشيخ محمد الفرج قال له: طلب وحيد عدم توريد الحبوب إلىالميرة لأن أبناء منطقتنا بحاجة وشعبنا أحق بخبزنا منكم، قال له المفوض السامي: طلبك مرفوض، غضب الشيخ و تهجم عليه مما أدى إلى توتر الإجتماع وإنهاء الجلسة، وقدأعد المفوض السامي للشيخ تهمة مقاومة النظام و خيانة دولة الإنتداب، لهذه المواقفالتي ذكرت حوكم الشيخ محمد الفرج صورياً وحكم عليه بالنفي مع العديد من أبناءالمنطقة. وفرضت عليه الإقامة الجبرية في بيروت لمدة شهر ثم نقل إلى سجن اللد والرملة في فلسطين لأكثر من ثلاثة أشهر نقل بعدها إلى مصر ومن ثم رحل بالطائرة إلىعدن ومنها إلى جزيرة قمران، كان معه في المنفى معمار باشار ووجيه الحلاج- وخالد أغاالبرازي ودهام الهادي شيخ قبيلة شمر في سورية و منيس السعدي استمرت فترة النفي منعام 1942 لغاية الحرب العالمية الثانية أفرج عنهم بموجب عفوٍ من مملكة بريطانيانقلوا عبر مضيق باب المندب إلى أسمرة ثم الخرطوم فالقاهرة والإسكندرية و عن طريقالبحر إلى بيروت ثم منعوا من مغادرتها إلى سورية بحجة أن الحكومة السورية لا ترغببهم، إلا أن الشيخ ورفاقه طلبا مخاطبة الحكومية السورية مباشرة فرحبت بهم و سمحتلهم بالدخول إلى وطنهم باعتبارهم ثواراً و مواطنين سوريين استقبلوا استقبالالأبطال. حيث نشرت صحيفة الحوادث في ذاك الوقت 1945 في عددها (1161) خبراً جاء فيهوصل صباح أمس قادماً من دمشق الزعيم العربي الكبير الشيخ محمد الفرج رئيس عشائرالولدة وفي سراقب أصر أهلها أن يستضيفوه عندهم، كانت جموعهم تنتظره على الطريقواجتمعت وفود البيوت العربية الكبرى من البوشعبان للترحيب بالشيخ الذي طالت غيبتهونحر آل الصطوف والخالد الذبائح و أقاموا الولائم احتفالاً بابن عمهم الشيخ محمد،في الصباح تحرك موكب الشيخ إلى حلب بموكب ضخم توجه إلى قصر الصيادي فاستقبل بالهتافو التصفيق توفي عام 1972 عن عمر ناهز الثالثة و الثمانين عاماً.‏

[أيهم المحمد]

[justify] [/justify][justify][/justify][justify][/justify][justify][/justify]
[justify]

وطن بالعزّ مشلّشل مزدان

............... من قاصي الشرق للبليخ عنـوان
قسماً بذات الله والسبحان
.............. لن نركن الأرض بغيرك يا جـولان
" أيهم المحمد "

[/justify]