خواطر في فنجان قهوه

[تماضر الموح]

ياريت ...
إنت وأنا بشي بيت ..
شي بيت أبعد بيت ...
مبني على حدود العتم والريح ...
.. للحنجرة المخملية صوت يترقرق في فقاعات رغوة القهوة
كم هي عذبة تلك الرائحة ..
وكم يتغلغل في حنايا الروح شدو سيدة الصباح
وماأروعها من قهوة لو كانت على الحطب
منى .. أيتها العازفة على قيثارة الروح ..
لقد حضرت مفردات محمود درويش ..
حاملة معها طفولتنا ..
درويش يادرويش ..
وطني يعلمني حديد سلاسلي .... عنف النسور ورقة المتفائل ..
يحملني ذلك النشيد
لخبز أمي وقهوة أمي
خذيني إذا عدت يوما وشاحا لهدبك ..
هرمت فردي نجوم الطفولة .. حتى اشارك صغار العصافير
درب الرجوع لعش انتظارك ...
يالهذيان الصباح .. هنا على مقعدي الخشبي .. عند الشرفة
مزجت الغناء بالقصائد بالطفولة بالكهولة ..
حلقت روحي من خلال نافذة المقهى باحثة عن وشاح بلون الفضة
لتغطي به طاولة الخشب الأنيقة
وتلملم بعض الزهور لتضعها في المزهرية الملونة وتترك عليها بطاقة
كتب عليها : صباح المحبة يامقهانا الجميل ..

[تماضر الموح]

إنت وأنا عم يسألونا كيف ؟؟
بنضل شو بيحلالنا نغني ..
مابيلتقى مرات عنا رغيف ..
ونعيش بأطيب من الجنة

هذه هي متعة الحياة ..
عندما نستمتع بالشمس دون تفكير كيف سيكون النهار
عندما نعانق المطر دون البحث عن شمسية ملونة تحجب عنا قطرات السكر
لقد تعلمت حديثا أن ارشف القهوة بلا سكر
ووجدت متعة أخرى لمرارتها .. فشربتها حتى الثمالة ..
جميل أن نأخذ الأشياء على طبيعتها .. لا نبحث عن سلوفان لتغليفها
ماأجمل الهواء حين يدغدغ شرفة المقهى
ويداعب وريقاتي .. وأنا منزوية أبحث عن أغنية أخرى
أنا صار لازم ودعكن وخبركن عني ..
أنا كل القصة لو منكن مابقدر غني ..
ولكني لا أستطيع سوى أن أشدو في مقهى منى باحثة عن ترنيمات جديدة

[المستشار]

قهوة تماضر المرة ذكرتني بشايي المر .
قناعتي أن الإنسان هو من يعطي الطعم والنكهات أوصافها ومسمياتها .
الإنسان هو الذي يلون حياته , ويشكل الأشياء كما يراها وليس كما هي .
الإنسان من خلال نظرته الذاتية هومن يرسم لوحات الحياة كما يريد وكما يراها .
كنت لا أشرب الشاي إلا شديد الحلاوة , ولم أكن أتصور أنني في يوم من الأيام أستطيع شرب الشاي بسكر قليل ناهيك عن الشاي بدون سكر !!!!!!
لكن بفضل متابعة وإصرار منى وتأكيدها دائما بأن الشاي لا طعم له مع السكر وأن طعمه بدون سكر أفضل وأشهى .
وبفضل تكرار تلك المحاولات منها لأكثر من عشرين عاما أجد نفسي اليوم أشرب الشاي بدون سكر , وأستمتع بذلك , وأصبحت أستغرب كيف كنت أشربه مع كمية كبيرة من السكر ؟
بدأت أقتنع أننا نحن من يعطي الأشياء طعمها .
ونحن من نعطي اللوحات ألوانها .
نحن الذين نضع مقاييس الجمال .
وبأعيننا نرى الكون جميلا أو سقيما .
من داخلنا تنبع نظرتنا للحياة .

[القيصر]

الخال المحترم المستشار كتب وبكل ذوق عالٍ وإحساس مرهف:
بدأت أقتنع أننا نحن من يعطي الأشياء طعمها .
ونحن من نعطي اللوحات ألوانها .
نحن الذين نضع مقاييس الجمال .
وبأعيننا نرى الكون جميلا أو سقيما .
من داخلنا تنبع نظرتنا للحياة .
بالفعل نحن من نعطي الاشياء طعمها ،ونحن من يصبغ اللون الذي نريد هذه الحياة ،جعلنا الله قوة فاعلة مؤثرة بايجابية ساحرة .

[القيصر]

لكـل فنــجـان قهوة خاطره ..

لفنــجان القــهوة سحــره الخـاص ..

ولهمـسـات الحــب نغمــاتها الخاصة ..

وحين يجتمــع السحــر مع لحن الحــب ..

تخــرج من بين أيدينا ..

كلمــات لم تــقال من قبل ...

فلكل فنجـان قهوة بات له سحره الخاص ..

ولكل رشفة تحمل من زحــام المشاعر والأحاسيس ..

ذوق خاص ..

لهــذا اسكبوا من فناجين القهوة ما طاب لكم ..

فنجـان حــب ..

فنجـان عشــق ..

فنجـان حــزن ..

فنجـان عـتب ..

وفنجـان ...


ودعونــا نتشارك في جلستنــا ..


تقبــلوا تحــياتي ..

[المستشار]

إبن الأخت العزيز القيصر .
أشكر لك مرورك الكريم .

[منى]

لقد تعلمت حديثا أن ارشف القهوة بلا سكر
ووجدت متعة أخرى لمرارتها .. فشربتها حتى الثمالة ..
جميل أن نأخذ الأشياء على طبيعتها .. لا نبحث عن سلوفان لتغليفها

نحن من نبعث الجمال والروعه في هذه الحياه

نحن من نجعلها شديدة الحلاوه رغم مراراة أيامها

أحيانا من شدة السعاده نشعر بمذاق رائع للقهوة

رغم مرارتها



لهــذا اسكبوا من فناجين القهوة ما طاب لكم ..

فنجـان حــب ..

فنجـان عشــق ..

فنجـان حــزن ..

فنجـان عـتب ..

لننسى فناجين العتب والحزن في مقهانا

لنشرب فناجين الأخوة والمحبة والود

[منى]

[frame="8 80"]
في مدينة البندقية وفي ناحية من نواحيها النائية،كنا نحتسي

قهوتنا في أحد المقاهي فيها.

فجلس إلى جانبنا شخص وصاح على النادل إثنان قهوة من

فضلك واحد منهما على العلاقة،فأحضر النادل له فنجان قهوة

وشربه صاحبنا،لكنه دفع ثمن فنجانين،وعندما خرج الرجل قام

النادل بتثبيت ورقة على الحائط مكتوب فيها:فنجان قهوة واحد.

وبعده دخل شخصان وطلبا ثلاث فناجين قهوة واحد منهم على

العلاقة،فأحضر النادل لهما فنجانين فشرباهما، ودفعا ثمن

ثلاث فناجين وخرجا، فما كان من النادل الا أن قام بتثبيت ورقة

على الحائط مكتوب فيها فنجان قهوة واحد.

وعلى ما يبدو أن الأمر قد دام طوال النهار.

وفي أحد المرات دخلنا لاحتساء فنجان قهوة،فدخل شخص

يبدو عليه الفقر ،فقال للنادل : فنجان قهوة من العلاقة !

أحضر له النادل فنجان قهوة ،فشربه وخرج من غير أن يدفع

ثمنه !

ذهب النادل الى الحائط وأنزل منه واحدة من الأوراق

المعلقة،ورماها في سلة المهملات.

طبعاً هذه الحادثة أمام أعيننا جعلتها تبتل بالدموع لهذا التصرف

المؤثر من سكان هذه المدينة والتي تعكس واحدة من أرقى

أنواع التعاون الإنساني.

ولكن يجب علينا أن لانحصر هذا المثال الجميل بفنجان قهوة

وحسب

ولو أنه يعكس لنا أهمية القهوة عند الناس هؤلاء هناك .

فما أجمل أن نجد من يفكر بأنه هناك أناس يحبون شرب

القهوة ولا يملكون ثمنها.

ونرى النادل يقوم بدور الوسيط بينهما بسعادة بالغة وبوجه

طلق باسم .

ونرى المحتاج يدخل المقهى وبدون أن يسأل هل لي بفنجان

قهوة بالمجان،فينظر الى الحائط ويطلب فنجانه ومن دون ان

يعرف من تبرع به،فيحتسيه بكل سرور،حتى ان هذا الحائط

في المقهى يمثل زاوية لها مكان خاص في قلوب سكان

المدينة هذه.
[/frame]

[ابو عمر]

لننسى فناجين العتب والحزن في مقهانا

لنشرب فناجين الأخوة والمحبة والود


نعم للننساها وأنا كا شريك أو أيد مية المية

ولن نقدم سوى






فناجين الأخوة والمحبة والود

[القيصر]

ثمة كلمة واحدة في تاسرني مع تصاعد بخار قهوتي الصباحية وهي ان الحياة مفعمة بالفرح كما الحزن والالم والامل , انها ذكريات عشناها ، تداهمنا مع زقزقة العصافير
وأعادت لي بعض ذكرياتي الجميلة...جعلتني أتذكرها...
أتذكر صوتها...وكل شيء فيها..من حولي من خلا رشفات القهوة المحببة الى قلبي .