التفكـيـر المـرن

[أيهم المحمد]

يمكننا بتعريف و توصيف بسيط القول أنّ : التفكير هو أرقى العمليات العقلية الّتي يمارسها الإنسان عند استشعار مواجهة موقف تتطلّب منه تصرّفاً في نطاق ما يجري حوله، و في هذا أساليب و رؤى تختلف من إنسان لآخر يبدأ الإنسان بتعلّمها منذ بدء نموه العقلي في مرحلة الطفولة.
فإذاً لكل منّا طريقته في التفكير و بالتالي إن اِستصعب علينا حصر التفكير بأنماط إلا أنّنا يمكننا تقسيمه إلى مستويات و هي التفكير المرن و التفكير المتصلّب .
و لأنّ هدفي هو التفكير المرن كان لابدّ لي في البداية من الإضاءة على ميّزة هذا التفكير كي تستطيع أخي العضو وضع تصوّرات و أشخاص في ذهنك و تفصيل الموضوع على قياسهم كي تشاركني التفكير في الموضوع دون الحاجة لذكر أمثلة و شخوص صريحة، وهذه الميّزة هي التراكمية .
العلم و الثقافة في عقل الأشخاص ذوي التفكير المرن يأخذ منحى تراكمي بمعنى قابلية التغيير في مفرداته، و التطوّر فيه يأخذ مجرىً عمودي و النظريات و القواعد و القوانين و الفروض هي دائماً في تغيّر مستمر تبعاً لتطور مراحل التفكير، و لا تسليم لديه بقوالب جاهزة و مسلّمات افتراضية، حتّى يصل الأمر بالتغيير إلى مرحلة إلغاء و نفي و تعديل و ربما انقلاب فكري .
و التفكير المرن ليس تخبّطاً كما يعتقد كثيرين، و ليس تأرجحاً بين الأفكار و الاتجاهات و لا مسايرة للركب و لا مسايرة للآخرين، بل هو نهج مسلكي يضع في الاعتبار المتغيّرات الواقعية و الموضوعية، كما أنّ التفكير المرن ليس انسياق وراء فرد أو جماعة، أو وراء رأي أو فكرة، و لا وراء موجة أو حركة، و لا هي ميل نفسي إلى اتجاهات متبناة من قبل الآخرين، بل هي موقف مستقل، و طريقة ممنهجة ينفتح من خلالها الفرد أو المجموعة على أفكار الآخرين و عملياتهم الفكرية بشرط الالتزام بالتقييم على أسس منظّمة .
لذلك أخوتي الأعضاء لابدّ من القول في هذا الظرف العصيب أنّه من الواجب علينا أن نتمتّع بشيء من المرونة في التعامل الفكري و السلوكي و الّذي بدوره يقتضي عدداً من الضوابط في مقدّمتها، نبذ التصلّب و ما يدخل في عداده من أساليب كالتعصّب و التشدّد و المغالاة و التطرّف، و على قبول الآخر و القبول بالتطوّر و التعديل مادامت الأفكار ليست يقينية و لا مطلقة، و التوافق مع معطيات التغيير، و التعامل مع مجمل الأطروحات دون الاستناد إلى قرارات مسبقة أو إجابات جاهزة و القول بالنقد و التقيّيم و الالتزام بحدود معينة من الحريّة في ذلك حتّى إن لم يقبلك الآخر، و أن تناضل بعقلك في سبيل بيان فكرتك المرنة .
التفكير المرن ينفي صفة التحجّر في الأحكام، و احتكار الصواب و رؤية الآخر بالضرورة باطل، و الذي إن انعدم سيجعل الإنسان يشعر بمعارضيه دائماً على أنّهم خصوم و أعداء و ينتمون إلى قوائمه السوداء .
التصلّب اليوم هو أخطر المشكلات التي تهدّد التماسك الاجتماعي و أنا لا أقول بيني و بين الآخر البعيد بل بيني و بيني أخي في البيت و أنت زميلي العضو في المنتدى، و الإنسان بتصلّبه يستنزف قدراته العقليّة و الإبداعيّة و تصل درجة الخطورة بالأمر إلى تهديده بمسخ إنسانيته " ليس مسح بل مسخ "، و التعصّب بالنهاية لن يكتفي بضحاياه من الأرواح البشرية لأنّه يمتدّ لاغتيال السلم الاجتماعي و العاطفي لدى الإنسان.
بالطبع فإن القارىء لما سبق يمكنه أن يشعر بالسأم من الطرح النظري الغير عملاني الذي ساقه الموضوع، إلا أنّنا لو اخترنا لكم مثالاً على دور التصلّب في حياتنا لربما أصبحت الفكرة أكثر اقتراباً من عقلك عزيزي العضو المتلقّي، و أنا دائماً ما أحبّذ التركيز على وضعية الإعلام .
إعلامنا العربيّ في سواده الأعظم متصلّب من خلال نشره للأفكار الداعية إلى إثارة الأحقاد بين الإيدلوجيات و الثقافات و المعتقدات و المذاهب و الأعراف و غيرها و إن ظهر بأوجه عدّة و بطرق و أساليب مختلفة ابتداءً من إعلامنا، و نحن المتلقّين بالغالب نجنح إلى قبول الأفكار دون إخضاعها إلى عملية تدقيق، و نلجأ دائماً إلى تبرير تصرفاتنا الانفعالية تبريراً عقليّاً ، و نظلّ دائماً على استعداد للدفاع عن تلك المعاني تحت واجهات شتّى، وفي وقت لربما يتكشّف لدينا أّنّه لربما أخطأنا هنا أو أصاب غيرنا هناك، و بالتالي تنشأ الصراعات و تراق الدماء، و لذلك فإن التصلّب كطريقة تفكير هو أكثر من كونه تحمّساً لموقف أو قضية لأنّه بحقيقته يعمل من أجل أن يجد لنفسه أجواء توفّر له الحركة و بالتالي يتحمّل المتصلّبون جزء من مسؤولية إثارة المشكلات الفكرية دون أن يقدروا بحكمة عواقب ما يلحقه ذلك من عواقب خطيرة و هي تحطيم الذات و الآخر، ونحن نرى تجارب غيرنا من الشعوب أنّها ما ارتقت و حافظت على رقيّها و سلامها الاجتماعي إلا عندما أخذت بالتفكير المرن طريقة للتعامل الأولي مع كل الإشكاليات.
لذلك أخوتي الأعضاء المسؤولية الملقاة على عاتق كل منّا هي إبداء أقصى حد مستطاع من المرونة في التفكير و تقبّل التعاطي مع أي حدث بذهنية و عقليّة متجدّدة لأنّ التصلّب بيئة ولادة للآلام بدل أن تكون للآمال.
و أنا بالبداية و النهاية ابن بيئتي و اعتزّ بالانتماء إليها فكريّاً و عقائديّاً و نفسيّاً و أحبّ أن أنجو بنفسي و غيري و الوصول لبرّ الأمان، وعلى هذا و بكلّ حريّة أستطيع أن أتحدّث بطلاقة عما يشعركم الآن باحتقان و كأن همّنا الأكبر أن نتحدّث بطلاقة، فأنا أيهم المحمّد أريد ما يريده الشعب و اتنكر لإراقة دماء أخوتي و أريد كذا و كذا، و بالنهاية ماذا؟ بالتأكيد لاشيء .
لا نريد أن نكون مقلِّدين أو عاطفيين أو نبقى مستحضرين للقبليات و إسلامنا بنى حواضر ومدائن، فالبنهايّة إن كنت أنا متصلّب و غيري متصلّب فنتيجة الاصطدام ستكون تدميريّة و تحطيميّة و إن لم نصطدم سنتمترس إلا أن نصطدم، لأنّنا مازلنا غافلين عن أنّ الأطراف كلّها تنتمي لعائلة واحدة، فمن منّا بربكم ليس له أخ أو ابن عم أو قريب في الجيش و الأمن و السلطة و الدولة سواء أكانوا على قناعة أو عن منفعة لأنهم بطريقة الفرز الحاصلة لا فرق في ذلك و الحكم في عالم البشر على الأفعال لا على النوايا، و الظلم بالحقيقة هو مؤذن بخراب الدول، فلنحافظ على الأقل على السلم الاجتماعي بالتفكير المرن ولنفكر بمرونة للمستقبل و الذي هو الأهمّ، و لنعمل منذ الآن على تنشئة جدية لأبناءنا على كيفيّة التفكير بمرونة، مع العلم أنّ الأمل في الجيل الحالي لا ينقطع و لكن دائماً نحن بحاجة إلى تقديم مبادرات من وقت لآخر ريثما يصبح التفكير المرن هو سمة اجتماعيّة .

29/12/2011 - أيهم المحمّد -
خاص منتدى البوخابور

[المستشار]

التفكير سليم , والطرح صحيح ومنطقي , وما تدعو إليه هو دعوة حق ولكن حتى تؤتي هذه الدعوة أكلها فذلك يستدعي أن يؤمن بها الجميع , وأن يؤمن بها أفراد المجتمع, بجميع فئاته ومكوناته وخاصة ذوي وجهات النظر المختلفة , وأن يؤمن بها القوي قبل الضعيف وإلا فإنها تتحول إلى وسيلة لإخضاع الطرف الضعيف لإرادة الطرف القوي .
على كل حال الفكرة من الناحية النظرية صحيحة وتحتاج لوسائل سليمة ايضا لتطبيقها وممارستها وتحتاج لروح المبادرة التي تغلب المصالح العليا على ما سواها .

[أوتار]

أعتقد أنَّ القـآعدهـ الصــآلحه فعلاً لِـ موضوعكـ الرآئع هذآ
تتلخّص
بـ أننـــآ نحن بطريقتنـــآ بــ التفكير المُتزمّت أو المتصلب
من نُصعِّدالأمور أكثر من اللازم
بِــــ معنى أننـــآ دآئماً نُركز بــ النظر إلى نصف الكــــأس الفــآرغ تــآركين الجزء المملوء
( آخذين بعين الإعتبــآر أنَّ سمـة الإيجـآبيَّــه نتيجــه حتميــه بتوفيق الله من نتــآئج التفكير المرن)
وهذهـ القــآعدهـ حقيقــه وآقعه ومُتعبـه حقاً وصعبــة التعـآيش وإن كُنَّـــآ نعيشهـــــــآ وآقعاً ملموســـآ
..
لكن اسمح لي بـ إيــرآد التــآلي أخي الكريمـ وإن كــآن وآرداً بين سطور مقـآلتكـ وعلى مسرح الحيـــــــآهـ وفي الكثير من الدورآت التدريبيه لمثل هذا النوع من التفكير
وهي أنَّ التفكير المرن " الإيجــآبي"وروعته بطبيعة الحــآل يندرج تحت مُسمى التفكير الإبدآعي بل هو مهــآره أساسيه من مهـآرآته
والقــآعدهـ العـآمَّــه هُنـــآ تنص على :
" أنَّ كل مرن مُبدع وليس كل مُبدع مرن "
في التفكير وطريقــة وأسلوب التعـآمل مع الحيــــآة بمختلف ظروفهـــآ
لـ أن الحياه بـ النهايه عباره عن مواقف ذات أطرآف وتفـآعلآت عديدهـ
:فــ التفكير المرن فكرهـ من أهم أفكـآر الحيـــــآهـ
فيه محـآولة قُدرهـ على التكيَّف والإنسجامـ وخلق خيآرآت نــآجحـه لـ أسلوب تعـآملنــآ مع أياّ كـآن سوآء أشخـآص أو موآقف
طبعاً لــ أنَّ المرونــه تعتمد على رؤيــــة المشكله أو الحدث الوآقع من زوآيـــآ مُختلفـــه لآمن زآويــه وآحدهـ كمـآ في التفكير المتصلّب ..
فــ الحل الذي قد يكون نـآجحاً ولو بمقدآر بسيط
لـــ تدريب عقولنـآ وأنفسنـآ على ذلكـ النوع من التفكير
يحتـــــآج
لِــــــ إثرآء العقل بكمـ من الوســآئل المُعينه على دفع النفس لـــ تبرير وخلق عدد من الأسباب لمـآ يحدث
إضــآفه إلـى التأمل العميق المصحوب بِــــ الإسترخــــآء والصفـآء العقلي ومحـآولة التعلّمـ من مـآسبق من مشكلآت
أو حتّى من تجــآرب الآخرين الحيـآتيـــــه وذلكـ بوضعهــآ تحت سؤآل هل كـآن التفكير عند حل هذهـ الشكله إيجـآبي أمـ سلبي ؟!!
أيضاً محـآولة إستثمــآر عنصر الخيــآل قد تُكسب التفكير حينهــآ عدداً من الأسـآليب والأسباب التي تجعله تفكيراً مرناً
طبعاً كُل ذلكـ من أجل
"محــآولة الوصول إلى القرآرات الصحيحه التي منهـــآ ينشــأ لدينـآ التفكير المرن الذي تتطلبـــه منَّـــآ الحيـــــــــآهـ لــ نعيشهــآ بِـ مرونـه وسلآســـه"
..

الفـآضل أيهمـ المحمَّـــد
بوركتَ
وبوركـ قلمكـ النــــآدرالرآقي

.
.

[ابوعبدالله]

التفكير المرن و المتصلب هو حالة فردية في سياق الحالة العامة للمجتمع و تخضع لظروف و معطيات كثيرة و خاضعة لثقافة المجتمع ككل و التفكير المرن هو نتاج تطور كبير للفرد ضمن المجتمع المنفتح و المتطور الذي يقبل الرأي و الرأي الآخر
أما السباحة عكس التيار لا تجدي نفعا و لا اللهاث وراء من يجر بك شعرة معاوية
أيهم الوقت مبكر
إذا جنو ربعك عقلك ما ينفعك

[أيهم المحمد]

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المستشار
التفكير سليم , والطرح صحيح ومنطقي , وما تدعو إليه هو دعوة حق ولكن حتى تؤتي هذه الدعوة أكلها فذلك يستدعي أن يؤمن بها الجميع , وأن يؤمن بها أفراد المجتمع, بجميع فئاته ومكوناته وخاصة ذوي وجهات النظر المختلفة , وأن يؤمن بها القوي قبل الضعيف وإلا فإنها تتحول إلى وسيلة لإخضاع الطرف الضعيف لإرادة الطرف القوي .
على كل حال الفكرة من الناحية النظرية صحيحة وتحتاج لوسائل سليمة ايضا لتطبيقها وممارستها وتحتاج لروح المبادرة التي تغلب المصالح العليا على ما سواها .



أشكر لك عمّي المستشار رأيك .
لكن إنّ بقينا نفكر بمقدّمات التطبيق سوف ندور في حلقة مفرغة و تصبح معضلة " البيضة و الدجاجة و من هما قبل الآخر " سهلة أمام تطبيق التفكير المرن في حياتنا .
فإن ننتظر الطرف القوي لكي يضعف بالتأكيد ليس كل الحل، و جزء من الحلّ هو التفكير المرن، و كما قلت قبلاً التفكير المرن يحتاج لتطبيق تدريجي عبر تنشأة أجيال تخدم السلم الإجتماعي و تأخذ بناصية المبادرة و تقود بالنهاية عجلة المجتمع ، و على هذا فإنّ انخراط الجيل الحالي ليس أمراً مستحيلاً لكن لا نريد أن نحملهم ما لا طاقة لهم به ، و عليهم أيضاً بدورهم أن يتخلّوا عن قتل أحلام الناشئة .
كان رأيي منذ البداية أن عمر الأزمة سيطول و من الأفضل أن يطول، وهذا إن كان فرحمة بنا، و استعجال الأقدار ضرر، و الفترة كلما طالت كلما كان هناك مقدرة أكبر للطبقة الفاعلة بالمجتمع لأن تأخذ دورها و تأسّس لمنهجية تفكير جديدة و تصبح أكثر قدرة على تعميم الوعي المجتمعي الغائب منذ سنين بعيدة و المغيّب بفعل التصلّب الفكري الحالي من كلّ الأطراف، و أنا على احتكاك حقيقي بكلّ الطبقة الشابّة المتحرّرة من عقد الماضي، و من مختلف النّحل و المشارب و هم يعانون ككلّ الشباب في بلادنا، و التي هي محلّ استهزاء و ازدراء إن تكلّمت، و النتيجة وحدها ستكون التفكير المرن إن استطاعت هذه الطبقة شقّ طريقها الصعب إلى الأمام و هو إن تحقّق سيكون أكبر مكسب تحقّقه أي مبادرة أو ثورة أو حركة .

[أيهم المحمد]

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوعبدالله

التفكير المرن و المتصلب هو حالة فردية في سياق الحالة العامة للمجتمع و تخضع لظروف و معطيات كثيرة و خاضعة لثقافة المجتمع ككل و التفكير المرن هو نتاج تطور كبير للفرد ضمن المجتمع المنفتح و المتطور الذي يقبل الرأي و الرأي الآخر

أما السباحة عكس التيار لا تجدي نفعا و لا اللهاث وراء من يجر بك شعرة معاوية
أيهم الوقت مبكر
إذا جنو ربعك عقلك ما ينفعك

أبو عبد الله أشكر رأيك .
في الحقيقة لم أستطع أن أصيغ لك رأيك بطريقة لا أطرح نفسي فيها أمامك النقيض التامّ كما أوردت ، و أنت في مشاركتك تحاول بالتعميم و التخصيص إن تظهر الواقع على أنّه غالب و مغلوب و أسود و أبيض و حق و باطل .
في النهاية أنا كما قلت قبلاً و أكرّر ابن ابن بيئتي شئت أم أبيت رضي الآخر أم لم يرضى، فأي تعامل معي سيكون على هذا الأساس إلى أن نصل في يوم من الأيام للنتيجة المطلوبة و هي أن الفكر المرن سائد لدى جميع الأطراف .
لكن لا يعني ذلك مطلقاً أن يستسلم المرء دائماً لمثل هذه الأمثال ، وما معني إذاً أن تضحي و تموت و تستشهد و تناضل في سبيل شيء ما أو طرح ما أو مشروع ما ؟
ولماذا دائماً نحاول قتل الأجنّة و إنكار أن للغير أفكارهم ، بماذا اختلفنا عن غيرنا إذاً ؟
هل الفكر " الديمقراطي" فكر إلغائي أم تفاعلي؟

كتبت قبلاً يا أبا عبد الله أنّنا دائماً نلجأ دائماً إلى تبرير تصرفاتنا الانفعالية تبريراً عقليّاً و بالتالي سنكون على استعداد دائماً لنسمع إعلاماً لهذه التصرّفات الإنفعالية .
المسألة أكبر من الدم و القتل و المشهد المروع ، لأنّنا إن وضعنا الأمور في سياقها الطبيعي و التاريخي للحضارة الإسلامية لتجنّبنا الخوض في الانفعالات و رجعنا قليلاً للعقل و سبحنا ضد التيار و لو طال الزمن، و أنا هنا ألتقيك لأني أعرف مدى الوجدانية و الضميرية التي تسكنك .
أعجبني في هذا السياق توقيع أخونا أبو طلحة العمري به أختم ردي عليك، الذي يقول فيه الشاعر :

لا يعرف الحقد من تعلو به الرتب
ولا ينال العلا من طبعه الغضب

[أيهم المحمد]

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أوتـاار الحـزـزن

أعتقد أنَّ القـآعدهـ الصــآلحه فعلاً لِـ موضوعكـ الرآئع هذآ

تتلخّص
بـ أننـــآ نحن بطريقتنـــآ بــ التفكير المُتزمّت أو المتصلب
من نُصعِّدالأمور أكثر من اللازم
بِــــ معنى أننـــآ دآئماً نُركز بــ النظر إلى نصف الكــــأس الفــآرغ تــآركين الجزء المملوء
( آخذين بعين الإعتبــآر أنَّ سمـة الإيجـآبيَّــه نتيجــه حتميــه بتوفيق الله من نتــآئج التفكير المرن)
وهذهـ القــآعدهـ حقيقــه وآقعه ومُتعبـه حقاً وصعبــة التعـآيش وإن كُنَّـــآ نعيشهـــــــآ وآقعاً ملموســـآ
..
لكن اسمح لي بـ إيــرآد التــآلي أخي الكريمـ وإن كــآن وآرداً بين سطور مقـآلتكـ وعلى مسرح الحيـــــــآهـ وفي الكثير من الدورآت التدريبيه لمثل هذا النوع من التفكير
وهي أنَّ التفكير المرن " الإيجــآبي"وروعته بطبيعة الحــآل يندرج تحت مُسمى التفكير الإبدآعي بل هو مهــآره أساسيه من مهـآرآته
والقــآعدهـ العـآمَّــه هُنـــآ تنص على :
" أنَّ كل مرن مُبدع وليس كل مُبدع مرن "
في التفكير وطريقــة وأسلوب التعـآمل مع الحيــــآة بمختلف ظروفهـــآ
لـ أن الحياه بـ النهايه عباره عن مواقف ذات أطرآف وتفـآعلآت عديدهـ
:فــ التفكير المرن فكرهـ من أهم أفكـآر الحيـــــآهـ
فيه محـآولة قُدرهـ على التكيَّف والإنسجامـ وخلق خيآرآت نــآجحـه لـ أسلوب تعـآملنــآ مع أياّ كـآن سوآء أشخـآص أو موآقف
طبعاً لــ أنَّ المرونــه تعتمد على رؤيــــة المشكله أو الحدث الوآقع من زوآيـــآ مُختلفـــه لآمن زآويــه وآحدهـ كمـآ في التفكير المتصلّب ..
فــ الحل الذي قد يكون نـآجحاً ولو بمقدآر بسيط
لـــ تدريب عقولنـآ وأنفسنـآ على ذلكـ النوع من التفكير
يحتـــــآج
لِــــــ إثرآء العقل بكمـ من الوســآئل المُعينه على دفع النفس لـــ تبرير وخلق عدد من الأسباب لمـآ يحدث
إضــآفه إلـى التأمل العميق المصحوب بِــــ الإسترخــــآء والصفـآء العقلي ومحـآولة التعلّمـ من مـآسبق من مشكلآت
أو حتّى من تجــآرب الآخرين الحيـآتيـــــه وذلكـ بوضعهــآ تحت سؤآل هل كـآن التفكير عند حل هذهـ الشكله إيجـآبي أمـ سلبي ؟!!
أيضاً محـآولة إستثمــآر عنصر الخيــآل قد تُكسب التفكير حينهــآ عدداً من الأسـآليب والأسباب التي تجعله تفكيراً مرناً
طبعاً كُل ذلكـ من أجل
"محــآولة الوصول إلى القرآرات الصحيحه التي منهـــآ ينشــأ لدينـآ التفكير المرن الذي تتطلبـــه منَّـــآ الحيـــــــــآهـ لــ نعيشهــآ بِـ مرونـه وسلآســـه"
..

الفـآضل أيهمـ المحمَّـــد
بوركتَ
وبوركـ قلمكـ النــــآدرالرآقي

.
.

شكراً لك يا أوتآر على رأيك .

أفكار مهمّة يا أوتآر سقتها بين حنايا الكلمآت لابدّ من التوقّف عندها :
- العلاقة الاطرادية ذات الاتجاه الواحد بين التفكير المرن و الحالة الإبداعيّة .
-اتساع الرؤية و دخولها في سياق مدارك التفكير المرن .
- التفكير المرن ليس قرار أو أو فعل تصفيري ، بل هو تربية و تنشأة تقصّر مدّتها كلما أشغلنا عقولنا بالاستفادة من التجارب و استخدام أدوات العقل من خيال و تأمّل و حالات كالصفاء الذهني و الاسترخاء العقلي .
ففي هذه الحالة نستطيع تعميم حالة التفكير المرن ، على جميع نواحي الحياة و كلّ القرارات و الأفكار ، بالتالي نتسع بموضوعنا ذاته لما هو أعمّ و أشمل ، فمعاركنا الاجتماعية تتسع و تضيق من مستوى الوطن إلى مستوى الروح ، و يبقى الحل هو العقل ذاته بحجمه ذاته و ما يتسع فيه و يضيق هو إدراكه ويعتمد باتساعه و ضيقه على مرونة التفكير .

[ابوعبدالله]

أيهم أنا وافقت كلامك و لم أبتعد عن سياق الموضوع و لم أنظر للمسألة أنها فردية أو شخصية
و إنما أردت أن أقول بإختصار أن التفكير المرن ليس حالة وجدانية أو حالة نفسية يتطبع بها الفرد و إنما هذا الأسلوب المرن في التفكير يتطور بتطور المجتمع ككل حتى لا يصطدم المرن مع المتصلب و ما أكثره و بالتالي حالة من الإحباط و اليقين بأن هذا الأسلوب لا يجدي نفعا
أرجو أن تكون وصلت الفكرة

[أيهم المحمد]

أبو عبد الله أنا لم أقل خروج عن السياق لا على العكس
أنت تكلمت في صلب الموضوع لكن ناصبت الفكرة موقف إلغائي أو تنفي جدوى القيمة في الوقت الراهن على الأقل
أنا متأكد أنك لا تناصب االفكرة عداءً نهائياً لأنّك بالنهاية باحث عن حل أو عن نجاة من وجهة نظرك ومعطيات الواقع المحيط بك و بنا
و يهمك الخروج من الحالة منتصراً أو بأقل الخسائر على أقل تقدير
لكن ما أردت إيصاله أنّنا نؤلي جانباً من طموحنا للحفاظ على قيم وطنية و إنسانيّة تحصّن المستقبل من الوقوع في مصائب و ملمات لربما " أقول لربما " تجعلنا نندم على ما مضى كما هي تجارب الغير
التفكير المرن وحده السبيل إلى ذاك لأنّه يطرح ثقة بك كضامن للمستقبل و لا تجعل الآخر يخشاك و يتوجّس منك العداء
نحن بالنهايّة لسنا فاتحين و لسنا في عصر الغزوات، نحن شركاء نؤمن بنهائية الأوطان بتلاوينها و عقلياتها ضمن الجماعة الواحدة ، فما بالك إن كنا جماعات !!
التفكير المرن تفكير حضاري يضع قدم في الحاضر و قدم في المستقبل و هو ممرّ إجباري لأيّ عمل يراد له النجاح ، لأنّه بالنهاية هو إما أن يسمى عمل ناجح أو عمل فاشل و لا يوجد أنصاف نجاح و أنصاف فشل لأن ذلك سيكون محسوباً على مقدرات وجود الأوطان
نتمنى السداد و التوفيق بكلّ تأكيد

هذا كل ما أردت قوله

شكراً لك أبا عبد الله

[أيهم المحمد]

لا يعرف الحقد من تعلو به الرتب
ولا ينال العلا من طبعه الغضب