عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /04-24-2010   #1

بشار الدرويش
أبو آدم

الصورة الرمزية بشار الدرويش

بشار الدرويش غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل : Nov 2008
 الجنس : ~ MALE/FE-MALE ~
 المكان : جمهورية فيتنام الشقيقة !!
 المشاركات : 13,244
 النقاط : بشار الدرويش is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 10

مزاجي:
افتراضي الضربة الأسطورية (( صفحة من تاريخ بشار ))


كثرت الأقاويل والاحاديث والأساليب عن تربية الأطفال بالطرق الحديثة

ومع أحترامي لكل دعاة التربية الحديثة ..



فأن الضرب هو من أدبني وأنتشلني من دوامة الضياع ..

بالطبع لم أحصل على الضربة أو العضة الأولى بعد الخطأ الأول وإنما جائت بعد سلسلة من الأجراءات التأديبية التي بدأت بنظرات العتب مروراً بكلمات التوبيخ وأنتهاء بالحرمان من بعض الميزات التي كنت أحصل عليها حينها ..



كنت أتحدث على الهاتف مع أشقائي الذين تخرجوا هذا العام من كلية التربية (( رياض الأطفال )) ..



وحاولوا أقناعي بأن الضرب لايجدي وأنه أسلوب غير حضاري ولايناسب روح العصر وأنما ينبغي أن يفتح الوالدين شباك الحوار مع أبنائهم وأنا لا أعترض على هذا الكلام بل هو صحيح في المرة الأولى والثانية والعشرون والألف لكن بعد تكرار الخطأ
يصبح الكف مع قليل من الركل والرفس هو الحل الأكيد ..




بصراحة أنا لا أذكر أول ضربة أسرية تلقيتها لكنني بالتأكيد أتذكر أخر ضربة كنت وقتها في الصف الخامس الأبتدائي ..



وأذكرها لأنها كانت ضربة اسطورية محفورة إلى اليوم على صفحة روحي وكل من شهد الموقف تعجب من قوة الضربة وطريقتها ..

فقد كنت أقف على بعد أمتار قليلة حين اخبروه بما حصل فقفز في الهواء قفزة يعجز عنها (( جاكي شان و جيت لي )) ولطمني كفاً بيده جعلتني أتقهقر عشرات الأمتار مصدراً صوتاً يشبه صوت الذئاب عندما تقع في الأسر ..



وقتها كنت قد أرتكبت جرماً أقرب إلى الجريمة الكاملة لولا أعتراف صديقي الذي كنت أنا صديق سوءه ..



فقد كان أبي يخشى على أصدقائي مني وليس العكس ويعتبرني بأنني رفيق السوء وليس أصحابي ..



لم يكن هذا الخطأ هو نهاية لسلسلة أخطائي المتلاحقة بل أرتكبت بعد هذا الموقف الكثير من الأخطاء لكني أعترف بأن تلك الضربة الأسطورية هي التي جعلتني أفكر ألف مرة قبل الأقدام على أمر ما .



فقد قلبت تلك الضربة حياتي وصاغتها من جديد ..



..


بعد هذه الضربة أعترف بأن أبي لم يضربني بعدها أي (( علقة سخنة )) لكني بعدها كنت لا أمانع بتلقي بعض الشتائم والركلات الخفيفة والصفعات غير المؤذية ..



لا أخفيكم أخواني سراً بأنني أحياناً في الغربة وعندما أرتكب خطأ ما أتمنى أن يكون أبي حاضراً ليعيد علي تلك الضربة الرائعة ..



أنا هنا لا أدعوا إلى ممارسة الضرب بحق الأبناء بل ينبغي التدرج في التأديب وعدم المسارعة إلى الضرب خصوصاً إذا كان بدافع الأنتقام وليس بهدف التأديب لكن أن من الأفضل أن يسكت أشقائي وكل دعاة التربية الحديثة عن تدوير تلك الأسطوانة ..



خاصة عندما تصبح المسألة مسالة حياة او موت أو مصاحبة رفاق السوء في هذه الحالات لاشيء أجدى واصلح من الضرب


وربما يحتاج أشقائي ودعاة التربية الحديثة إلى القليل من الضرب ليكفوا عن تلويث عقول الأباء وإفساد الأبناء ..




بشار الدرويش 24/04/2010



..






.















 
التوقيع - بشار الدرويش

كم يؤلم ان نفتقد .. من لا عنوان على الأرض لهم !
  رد مع اقتباس