الموضوع: مصطلحات
عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /11-29-2019   #15

المستشار

المستشار غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 303
 تاريخ التسجيل : Jun 2009
 المشاركات : 2,376
 النقاط : المستشار is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 17

افتراضي

[RIGHT]

ا[Bالعولمة والعالمية[/
العَوْلَمة : إنّ العولمة مصطلح جديد يعبّر عن ظاهرة قديمة، أدّت إلى جعل العالم قرية إلكترونيّة صغيرة تترابط أجزاؤها عن طريق الأقمار الصناعيّة والاتصالات الفضائيّة والقنوات التلفزيونيّة، وقد ورد عن علماء التاريخ أنّ العولمة ليست ظاهرة جديدة بل قديمة ترجع في أصلها وبداياتها إلى نهاية القرن السادس عشر الميلادي، حيث ظهرت مع بداية الاستعمار الغربي لآسيا وأوروبا والأمريكيتين، ثمّ ارتبطت بتطور النظام التجاري الحديث في أوروبا، مما أدى إلى ظهور نظام عالمي معقد اتصف بالعالميّة ثمّ أُطلق عليه اسم العولمة، وقد رأى الباحثون أن العولمة تقوم على أربع عمليات أساسيّة، وهي المنافسة الكبيرة بين القوى العالميّة العظمى، وانتشار عولمة الإنتاج وتبادل السلع، والابتكار والإبداع التكنولوجي، والتحديث المستمرّ.
تعريف العَوْلَمة : العَوْلَمة لُغةً تُعرَّف العولمة لغة بأنها مصدر الفعل عَوْلَم، وهي حريّة انتقال المعلومات، وتدفق رؤوس الأموال، والأفكار المختلفة، والتكنولوجيا، والمنتجات والسلع، كما تمثل انتقال البشر أيضاً بين المجتمعات الإنسانيّة المختلفة، حيث يؤدي ذلك إلى جعل العالم أشبه بقرية صغيرة، وقد تم تحليل لفظ العولمة لغوياً ليعني تعميم الشيء وتوسيع دائرته ليكتسب الصفة العالميّة، ويُعدّ لفظ العولمة لفظاً مترجماً للمصطلح الإنجليزي (Globalization)، حيث ترجمه البعض بالعولمة، كما ترجمه البعض بالكونيّة، وورد أيضاً أنه تُرجِم إلى لفظ الكوكبة، وقيل: العولمة هي الشوملة، ويُعدّ لفظ العولمة الأشهر بينها، فقد اشتُهِر بين الباحثين وأصبح الأكثر شيوعاً بين الاقتصاديّين، والسياسيّين، والإعلاميّين.
العَوْلَمة اصطلاحاً : العولمة هي عمليّة سيطرة وتحكم ووضع القوانين إلى جانب إزالة الحواجز بين الدول، وهي العمليّة التي تسمح للمؤسسات بتطوير تأثيرها العالمي على اختلاف أنواعها، ويمكن القول إنّ العولمة عبارة عن عمليّة اقتصاديّة في مقامها الأول، ثمّ تتّسع لتشمل الجوانب السياسيّة، والاجتماعيّة، والثقافيّة، وقد تعددت تعاريف العولمة ومعانيها، واختلفت وجهات نظر الباحثين فيها، وبسبب هذه الاختلافات أصبحت العولمة موضوعاً يثير الجدل في مختلف أنحاء العالم ,وقد عرّف صندوق النقد الدولي العولمة على أنها التعاون الاقتصادي المُتنامي لدول العالم أجمعها، والذي يوثقه زيادة حجم تبادل السلع والخدمات وتنوعها عبر الحدود بالإضافة إلى زيادة تدفق رؤوس الأموال بين الدول، وانتشار التكنولوجيا في مختلف أنحاء العالم، أما ويبسترز (بالإنجليزيّة: Websters) فقد عرف العولمة على أنها إكساب الأمور طابعاً عالمياً وجعل نطاقه ذا صبغة عالميّة أيضاً.
ويعرف الدكتور مصطفى محمود العوملة بأنها مصطلح ظهر ليفرغ الوطن من وطنيته وقوميته وانتمائه الديني والاجتماعي والسياسي ليكون خادماً للقوى الكبرى في العالم.
أما الدكتور سيار الجميل فقال: إنّ العولمة ما هي إلّا عمليّة اختراق لتفكير الإنسان وذهنياته، وتراكيبها، واختراق للمجتمعات، وللدول وكياناتها، كما أنها اختراق لجغرافيّة الدول ومجالاتها، وللاقتصاديات والثقافات والهويات، ويمكن القول وبشكل عام إنّ العولمة نظام عالمي قائم على العقل الإلكتروني والثورة المعلوماتيّة التي تقوم بدورها على الإبداع التقني اللامحدود، ودون وضع أيّ اعتبار للأنظمة والقيم والثقافات والحدود الجغرافيّة والسياسيّة في العالم.
أشكال العَوْلَمة : العَوْلَمة الاقتصاديّة يمكن تعريف العولمة الاقتصاديّة بأنّها سيادة نظام اقتصادي واحد، يشتمل على مختلف دول العالم في مجموعة علاقات اقتصاديّة متشابكة مع بعضها البعض، وتقوم هذه العلاقات على تبادل الخدمات، والمنتجات، والسلع، ورؤوس الأموال، ويعتمد البُعد الاقتصادي للعولمة على مبدأ حريّة التجارة بين الدول، ويظهر هذا المبدأ في تنقل الخدمات والسلع، ورؤوس الأموال بين الدول المختلفة دون وجود أي حواجز أو عوائق، وقد ظهر هذا المبدأ جلياً في الاتفاقيّة العامة للتعريفات والتجارة، فقد نصت أهدافها على تأسيس تجارة دوليّة حرة ترفع مستوى المعيشة في الدول المتعاقدة، وتؤدي إلى استغلال كلي للموارد الاقتصاديّة العالميّة، وتسعى إلى تطويرها، وتنمية وتوسعة الإنتاج والتبادل التجاري الدولي. وتتمثّل العولمة الاقتصاديّة في أمور معينة تستطيع من خلالها الدول الاستعماريّة أن تسيطر على الدول الضعيفة، ومن هذه الأمور: انتقال الأموال والقوى العاملة بحريّة كبيرة بين الأسواق، حيث يرى الباحثون أن العولمة تقوم على أساس المعايير الاقتصاديّة، وأنها تعني ازدياد العلاقات المتبادلة التي تتمثل في انتقال القوى العاملة ورؤوس الأموال، وتبادل السلع والخدمات بين دول العالم. خضوع دول العالم القوي للسوق العالميّة الاحتكاريّة، الأمر الذي أدى إلى اختراق الحدود وانحسار سيادة الدولة، ويكون ذلك بمشاركة الشركات الضخمة ذات رؤوس الأموال الكبيرة التي تتمكن من التأثير على سيادة الدُّوَل، والسيطرة على اقتصادها وثرواتها. الاندماج الحاصل في حقول التجارة والاستثمارات المباشرة لمختلف أسواق العالم، حيث ترغب العديد من الدول الكبرى بإنشاء أسواق عالميّة تشارك فيها الدول الضعيفة والقويّة لتبادل السلع والمنتجات فيما بينها؛ لتنشأ بينهم علاقة مصالح مشتركة، ثمّ تتحول هذه العلاقة تدريجياً إلى سيطرة وهيمنة. سيطرة الشركات العالميّة ذات الجنسيات المتعددة على رؤوس الأموال الخاصة بالدول الضعيفة، ويكون ذلك عن طريق استثمار الدول القويّة مواردها في تلك الدول الضعيفة.
العَوْلَمة السياسيّة إنّ العولمة السياسيّة تقوم في أساسها على الحريّة في مختلف صورها، كحريّة التفكير، وحريّة التعبير، وحريّة الاختيار، وحريّة الاعتقاد، وحريّة الانضمام إلى المنظمات السياسيّة، وحريّة تشكيل الأحزاب، وحريّة الانتخاب، وتتمثل المظاهر السياسيّة للعولمة في سقوط الأنظمة الديكتاتوريّة والاتجاه نحو الأنظمة الديمقراطيّة، كما وتؤكد على الحفاظ على حقوق الإنسان وصيانتها، وقد أدت العولمة السياسيّة إلى تطور العالم تطوراً ديمقراطياً ملحوظاً يظهر في جلياً في العديد من الدول وخاصة الدول النامية، حيث ازداد المشاركة السياسيّة التي عززت مصير الشعوب، وسقطت الحواجز التي تمنع تكوين الأحزاب السياسيّة، ولم يعد هناك شيء يعترض طريقها طالما أنها تعمل في خدمة الوطن والمواطن، ومن مظاهر العولمة السياسيّة أيضاً تركيز المنظمات الدوليّة غير الحكوميّة التي تهتم بالقضايا العالميّة، مثل: قضايا حقوق الإنسان، وقضايا تحقيق السلام، ويُعدّ ميثاق الأمم المتحدة الذي يحتوي في مبادئه على مبدأ التدخل للأغراض الإنسانيّة خير مثال على الاهتمام باحترام حقوق الإنسان وحريّاته.
العَوْلَمة الثقافيّة : يرتبط مفهوم العولمة الثقافيّة ارتباطاً وثيقاً بفكرة التوحيد الثقافي العالمي، الذي استخدمته لجنة اليونسكو العالميّة العاملة على مؤتمر السياسات الثقافيّة في سبيل التنمية، حيث رأت اللجنة أنّ التوحيد الثقافي يستغلّ شبكة الاتصالات العالميّة والهيكل الاقتصادي والإنتاجي التابع لها والمتمثل في شبكات نقل المعلومات والسلع، وتتخذ العولمة الثقافيّة بعداً اقتصادياً وإعلامياً، وتعد عولمة الثقافية شكلاً من أشكال السيطرة والتبعيّة، كما تحمل في طياتها الكثير من المخاوف التي يُعبَّر عنها من خلال وسائل الإعلام المختلفة على أنّها ظاهرة يجب الاستعداد لها، لما تحمله الثقافة من أهميّة كبيرة في حياة الأفراد؛ فهي التي تميز الأجناس البشريّة عن بعضها البعض، وهي التي تؤكد الصفة الإنسانيّة للجنس البشري. ولمواجهة العولمة الثقافيّة لا بُدّ من القيام ببعض الأمور الأساسيّة، كاستخدام اللغة العربيّة السليمة والبسيطة في وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري، كما يجب الابتعاد عن اللهجات المحليّة قدر الإمكان، ودعم القيم الدينيّة والروحيّة اعتماداً على دور الدين في التاريخ والتراث والحياة المعاصرة، وإيجاد توازن بين رسائل المؤسسات المرتبطة بمختلف الجوانب التعليميّة والثقافيّة، والرسائل الترفيهيّة بشرط عدم التعارض مع القيم التنمويّة، كما يجب تحليل الرسائل الإعلاميّة التي تُبَثّ من خلال وسائل الإعلام المختلفة، ونقدها، والتأكد من عدم احتوائها على قيم تخالف القيم الدينيّة والروحيّة العربيّة والإسلاميّة، أو قيم تخالف السياسات التنمويّة والجهود التي تهدف إلى حماية الخصوصيّة الثقافيّة.

الفرق بين العالمية والعولمة :
العالمية : انفتاح على العالم ، واحتكاك بالثقافات العالمية مع الاحتفاظ بخصوصية الأمة وفكرها وثقافتها وقيمها ومبادئها . فالعالمية إثراء للفكر وتبادل للمعرفة مع الاعتراف المتبادل بالآخر دون فقدان الهوية الذاتية . وخاصية العالمية هي من خصائص الدين الإسلامي ، فهو دين يخاطب جميع البشر ، دين عالمي يصلح في كل زمان ومكان ، فهو لا يعرف الإقليمية أو القومية أو الجنس جاء لجميع الفئات والطبقات ، فلا تحده الحدود . ولهذا تجد الخطاب القرآني موجه للناس جميعا وليس لفئة خاصة فكم آية في القرآن تقول " يا أيها الناس" فمن ذلك قوله تعالى :" يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى " وقوله تعالى :"يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا " وقوله تعالى :" يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة " إلى غير ذلك من الآيات التي ورد فيها لفظة الناس وقد تجاوزت المأتيين آية ؛ بل إن الأنبياء السابقين عليهم صلوات الله وسلامه تنسب أقومهم إليهم " قوم نوح " " قوم صالح " وهكذا إلى محمد صلى الله عليه وسلم فإنه لم يرد الخطاب القرآني بنسبة قومه إليه صلى الله عليه وسلم وهذا يدل على عالمية رسالته صلى الله عليه وسلم فهو عالمي بطبعه، " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ"
أما العولمة : فهي انسلاخ عن قيم ومبادئ وتقاليد وعادات الأمة وإلغاء شخصيتها وكيانها وذوبانها في الآخر. فالعولمة تنفذ من خلال رغبات الأفراد والجماعات بحيث تقضي على الخصوصيات تدريجياً من غير صراع إيديولوجي . فهي " تقوم على تكريس إيديولوجيا " الفردية المستسلمة" وهو اعتقاد المرء في أن حقيقة وجوده محصورة في فرديته ، وأن كل ما عداه أجنبي عنه لا يعنيه ، فتقوم بإلغاء كل ما هو جماعي ، ليبقى الإطار " العولمي" هو وحده الموجود . فهي تقوم بتكريس النزعة الأنانية وطمس الروح الجماعية ، وتعمل على تكريس الحياد وهو التحلل من كل التزام أو ارتباط بأية قضية ، وهي بهذا تقوم بوهم غياب الصراع الحضاري أي التطبيع والاستسلام لعملية الاستتباع الحضاري. وبالتالي يحدث فقدان الشعور بالانتماء لوطن أو أمة أو دولة ، مما يفقد الهوية الثقافية من كل محتوى ، فالعولمة عالم بدون دولة ، بدون أمة ، بدون وطن إنه عالم المؤسسات والشبكات العالمية .
يقول عمرو عبد الكريم :" العولمة ليست مفهوماً مجرداً ؛ بل هو يتحول كلية إلى سياسات وإجراءات عملية ملموسة في كل المجالات السياسية والاقتصادية والإعلام ؛ بل وأخطر من ذلك كله هو أن العولمة أضحت عملية تطرح ـ في جوهرها ـ هيكلاً للقيم تتفاعل كثير من الاتجاهات والأوضاع على فرضه وتثبيته وقسر مختلف شعوب المعمورة على تبني تلك القيم وهيكلها ونظرتها للإنسان والكون والحياة .
منقول بتصرف
[/RIGHT[/FONT]]











 
التوقيع - المستشار

أنا من " آل منتدى البوخابور "


التعديل الأخير تم بواسطة المستشار ; 11-29-2019 الساعة 10:13 AM
  رد مع اقتباس