الموضوع: عيد الحب
عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /02-15-2011   #1

القيصر
التميز الحقيقي

الصورة الرمزية القيصر

القيصر غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 644
 تاريخ التسجيل : Apr 2010
 المشاركات : 1,245
 النقاط : القيصر is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 15

مزاجي:
افتراضي عيد الحب

عيد الحب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ

لا أعرف لماذا يسعد البعض منا بالاحتفال بما يسمى بعيد الحب، رغم أنه مناسبة لا تعنينا من قريب أو بعيد، فهي رومانية وثنية، اختلف أهلها في تفسيرها، فمنهم من قال إن الرومان كانوا يعتقدون أن رومليوس مؤسس مدينة روما أرضعته ذات يوم ذئبة فأمدته بالقوة ورجاحة الفكر، فبدأ الرومان يحتفلون بهذه الحادثة في منتصف شهر فبراير من كل عام، وكان من مراسيمه أن يذبح فيه كلب وعنزة، ويدهن شابان مفتولا العضلات جسميهما بدم الكلب والعنزة، ثم يغسلان الدم باللبن، ويطوف المدينة موكب كبير يتقدمه الشابان، ومعهما قطعتا جلد يلطخان بها كل من صادفهما، وكانت النساء الروميات يرحبن بتلك اللطمات، لاعتقادهن بأنها تمنع العقم وتشفيه،
ولما اعتنق الرومان النصرانية، نقلوا مفهومه الوثني “الحب الإلهي” إلى مفهوم يعبر عن شهداء الحب، ممثلاً في القديس فالنتين، الداعية إلى الحب والسلام، الذي استشهد في سبيل ذلك حسب زعمهم، واعتبر القديس فالنتين شفيع العشاق وراعيهم، وكان من اعتقاداتهم الباطلة في هذا العيد أن تكتب أسماء الفتيات اللاتي هن في سن الزواج في لفافات صغيرة من الورق وتوضع في طبق على منضدة، ويدعى الشبان الذين يرغبون في الزواج ليخرج كل منهم ورقة، فيضع نفسه في خدمة صاحبة الاسم المكتوب لمدة عام يختبر كل منهما خلق الآخر، ثم يتزوجان، أو يعيدان الكرة في العام التالي يوم العيد أيضاً.
وقد ثار رجال الدين النصرانيون على هذا التقليد، واعتبروه مفسداً لأخلاق الشباب والشابات فتم إبطاله في إيطاليا التي كان مشهوراً فيها،. ولا يعلم على وجه التحديد متى تم إحياؤه من جديد. فالروايات النصرانية في ذلك مختلفة، لكن تذكر بعض المصادر أن الإنجليز كانوا يحتفلون به منذ القرن الخامس عشر الميلادي. وفي القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين انتشرت في بعض البلاد الغربية محال تبيع كتباً صغيرة تسمى كتاب الفالنتين.
والرواية الثانية تقول أن الرومان كانوا أيام وثنيتهم يحتفلون بعيد يدعى عيد لوبركيليا، وكانوا يقدمون فيه القرابين لمعبوداتهم من دون الله تعالى، لحمايتهم من السوء، ومراعيهم من الذئاب، فلما دخل الرومان في النصرانية، وحكم الرومان الإمبراطور كلوديوس الثاني في القرن الثالث الميلادي منع جنوده من الزواج كي لا ينشغلوا عن الحروب، فتصدى القديس فالنتين لهذا القرار، وصار يزوج الجنود سراً، فعلم الإمبراطور بذلك فزج به في السجن، وحكم عليه بالإعدام.
أما الرواية الثالثة فتقول إن الإمبراطور الروماني كلوديوس الثاني كان وثنياً، وكان فالنتين من دعاة النصرانية، وحاول الإمبراطور إخراجه منها ليكون على الدين الوثني الروماني، لكنه ثبت على دينه النصراني وأعدم في سبيل ذلك في 14 فبراير عام 270م ليلة العيد الوثني الروماني لوبركيليا، فلما دخل الرومان في النصرانية أبقوا على العيد الوثني لوبركيليا، لكنهم ربطوه بيوم إعدام فالنتين إحياء لذكراه، لأنه مات في سبيل الثبات على النصرانية كما في هذه الأسطورة، أو مات في سبيل رعاية المحبين وتزويجهم على ما تقتضيه الأسطورة الثانية.
يبقى أن أقول، إنه مهما اختلفت أو اتفقت الروايات، فإن عيد الحب مناسبة لا تعنينا، كما أننا لا ننكرها على أصحابها، ومن الجهل أن نحتفل بها، ونوزّع الورود الحمراء، ونلبس الأحمر، ونحوّل أيامنا إلى ليال حمراء، وكأننا لا نعرف الحب ولا نعيشه إلا في هذا اليوم.









  رد مع اقتباس