عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /03-09-2021   #1

المستشار

المستشار غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 303
 تاريخ التسجيل : Jun 2009
 المشاركات : 2,376
 النقاط : المستشار is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 17

افتراضي النظرة الذاتية والنظرة الموضوعية

النظرة الذاتية والنظرة الموضوعية :
من المشاكل الفكرية والإجتماعية في مجتمعاتنا هي النظرة الذاتية في تناول الأمور سواء على المستوى الفردي أو الإجتماعي وهي آفة ثقافية بالدرجة الأولى
النظرة الذاتية هي أن ينظر أو يرى الإنسان الأمور كما يريد , أو يظن . أو يرغب أن تكون وليس كما هي في واقع الحال , مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى سوء التقدير وإلى نتائج سلبية , وهذا يؤدي في الغالب إلى الفشل في تحقيق الأهداف وإلى الإحباط عندما تصدمه الحقيقة .
بينما النظرة الموضوعية فهي تحليل الأمور وفهم تفاصيلها وحقيقتها وواقعها كما هي سواء كانت الحقيقة كما نريدها أم لا , مما يتيح لنا تقدير الأمور والتعامل معها بالشكل صحيح .
إن النظرة الذاتية النابعة من تصور الإنسان الذي لا يمتلك وسائل الفهم والتحليل الصحيح تكون لديه صورة ذهنية مشوشة أشبه ما تكون بالغبش الفكري وهذه حالة مرضية وهناك مقولة في عالم الطب تتمثل بحوار بين العين والدماغ تقول فيه العين " لا تطلب مني أن أرى ما لا يراه الدماغ " وهذا صحيح ,لأن مركز البصر يقع في مؤخرة الدماغ في منطقة تسمى المركز البصري ,فالعين تستقبل صور الأشياء ولكنها لا تستطيع تفسيرها بل تنقل المعلومات عن طريق العصب البصري إلى مركز الرؤية في مؤخرة الدماغ فيقوم بتحليلها ويرسل الأمر مرة أخرى إلى العين حتى ترتسم عليها صورة الأشياء كما يريدها أو يفسرهاالدماغ .
عندما يصاب دماغ الإنسان كفرد على الصعيد الفردي, وأدمغة النخبة المثقفة أو المفكرة في المجتمع بالخلل فينتج عن هذا ما يسمى بالعور الفكري أو الثقافي أو الإجتماعي وفي بعض الأحيان تتفاقم الآفة لتصل إلى حد العمى .
الأمم يقودها المفكرون , ومراكز الأبحاث , وعندنا المفكرون مكانهم في غياهب السجون , أو في القبور, نحن تحكمنا الأحذية العسكرية التي يتصرف أصحابها من النخاع وليس من الدماغ ( التصرفات النخاعية هي تصرفات من المستويات الدنيا من الجهاز العصبي- النخاع الشوكي - تتصرف وفق التحفيز أو الإستثارة كفعل ورد الفعل ) .
نحن اليوم تحكمنا العضلات وليس العقول ومراكز التفكير , فالآية مقلوبة فالدماغ هو من يجب أن يتحكم بالعضلات في مراحل النهضة , وأما في حالة الإنحطاط فتلغي العضلات تأثير العقل وتسود التصرفات النخاعية ومنطق القوة الغاشمة وهذا ما نعيشه الآن فإلى متى ؟












 
التوقيع - المستشار

أنا من " آل منتدى البوخابور "

  رد مع اقتباس