أذكر تماماً تلك الفترة العصيبة والمتميزة من حياتي والتي امتدت على طول العام 2002 -2003 حيث كنت طالباً في ثانوية الفارابي المتميّزة في مدينة حمص العديّة .
بدأت رحلتي مع منهاج الثانوية العامّة في صيف عام 2002 حيث بدأت بدراسة منهاج الرياضيات العامّة والفيزياء في دورات الشبيبة التابعة لوزارة التربية ولمنظمة شبيبة الثورة ،ثمّ تابعت مع المنهاج العام في دراستي خلال فترة العام الدراسي حتّى موعد الإنقطاع التحضيري للامتحان النهائي في بداية شهر نيسان من عام 2003 .
تميّزت هذه الفترة من حياتي بكثير من المواقف والأحداث والتي ما تزال ترخي بظلالها عليّ حتّى لحظة كتابة هذه المشاركة وهي :
* كنت أول طالب بكلوريا في عائلتي كون الولد البكر لوالدي سواء من الذكور أو الإناث، الأمر الذي سبب لي كثير من المتاعب والإرهاق لأنّ والدي نفسهما كانا كمن ينتظر امتحاناً بدورهما لمدى نجاح توجيهاتهم المشكورة والتي كانت تحمل في طياتها الكثير من الحرص والحب والغيرة على مستقبلي ولكنّهم أتعبوني .
* كان هذا العام مشدوداً للأخبار الواردة في كلّ لحظة عن اقتراب اجتياح قوّات الغزو الأمريكية للعراق الحبيب والشقيق، وما زاد الطين بلة هو تربيتي البيتية والمدرسية والثورية والتنظيمية والّتي دفعت بي إلى منحى فقد الأعصاب والتشوّق لبذل الدم والروح في سبيل صدّ العدوان ،ولغاية الآن أذكر تماماً كلّ تلك الدموع الحارّّة التي كانت تسكب على كتبي وأنا أجحظ بمقلتي علّي أرى الأمل في أعين شهداء العراق ،حتّى يوم 9 نيسان يوم مسرحية سقوط بغداد حيث أصبت بنكبة نفسية ومعنوية وعصبية لا زالت معي غاية اللحظة تطالعني في كلّ حين .
* الأخبار التّي كانت تتردّد عن وزارة التربية في قطرنا الحبيب والمتحدّثة عن تغيير في نظام القبول الجامعي واستخدام طريقة تثقيل المواد في القبول الجامعي، مما أربكنا نحن الطلاب في تلك المرحلة الصعبة من حياتنا الدراسية .
إذاً كابدت حقيقة لأنهي تلك المرحلة على خير ما يرام، ولكن توفيق الله عزّ وجل جانبني وخرجت بمجموع 85% من كامل الدرجة العظمى بالرغم من تفوقي في المراحل السابقة، وإن لم يكن لدي عذر ، فعذري ربما تجدوه في خبايا كتاباتي وإرهاصاتي .
هذه تجربة المربّى مع من ربّى ، ولا أدري إن كان فيه ما ينفع ، ولكني أظنّ أنّ توجيه الأهل قبل الأبناء أهم وأنجع .
شكراً لكم لتوجيه هكذا موضوع لهكذا سيدة فاضلة كالسيدة منى،والّتي تستحق منا كلّ احترام وتبجيل.