عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /02-05-2011   #319

عثمان الغدير

عثمان الغدير غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 819
 تاريخ التسجيل : Jul 2010
 الجنس : ~ MALE/FE-MALE ~
 المكان : سوريا - دير الزور
 المشاركات : 1,160
 النقاط : عثمان الغدير is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 0

افتراضي

عند ارتيادي لمقهى المنتدى اشتممت روائح زكية هي ليست بغريبة علي فقد سبق لي أن اشتممت مثلها ولكن هذه المرة أحسست أن بها شيء آخر وهذا ليس بمفاجئ لي فقد عرفت هذا المقهى أن فيه كل يوم شيء جديد ونكهة جديدة
في أحد الزوايا المطلة على شرفة الغربة وجدت فنجانا على الطاولة وبجانبه رزمة من الأوراق فيها:
بدأت أقتنع أننا نحن من يعطي الأشياء طعمها .
ونحن من نعطي اللوحات ألوانها .

نحن الذين نضع مقاييس الجمال .
وبأعيننا نرى الكون جميلا أو سقيما .
من داخلنا تنبع نظرتنا للحياة . ..................((المستشار))

وعلى طاولة قريبة ليس ببعيدة عنها تناثرت أوراق

و في قرطبة ، وقفت امام بوابة بيت خشبية
و بحثت في جيبي عن مفاتيح بيتي القديم، كما فعل نزار قباني . لم اذرف دمعة ، لان الجرح الجديد يخفي ، ندبة الجرح القديم .
لكن ديريك ولكوت فاجأني بسؤال جارح :
لمن القدس ؟ لكم ام لهم ؟ .................. ((منى))
وفي الشرفة المطلة على الفرات هناك من يرتب أوراقه فاختلست النظر إليها ورأيت:
لخبز أمي وقهوة أمي
خذيني إذا عدت يوما وشاحا لهدبك ..

هرمت فردي نجوم الطفولة .. حتى اشارك صغار العصافير
درب الرجوع لعش انتظارك ...
يالهذيان الصباح .. هنا على مقعدي الخشبي .. عند الشرفة
مزجت الغناء بالقصائد بالطفولة بالكهولة ..
حلقت روحي من خلال نافذة المقهى باحثة عن وشاح بلون الفضة لتغطي به طاولة الخشب الأنيقة
وتلملم بعض الزهور لتضعها في المزهرية الملونة وتترك عليها بطاقة
كتب عليها : صباح المحبة يامقهانا الجميل ............ ((تماضر))

وبينما أنا أتأمل هذه الخواطر سمعت صوت يهمس من خلف النوافذ
لفنــجان القــهوة سحــره الخـاص ..
ولهمـسـات الحــب نغمــاتها الخاصة ..
وحين يجتمــع السحــر مع لحن الحــب ..
تخــرج من بين أيدينا ..
كلمــات لم تــقال من قبل ... ((القيصر))

شربت القهوة الحلوة التي ملأت رائحة هيلها المكان فشعرت بالنشاط والحيوية ولمكوثي الطويل في المكان
تناولت فنجانا من القهوة العربية المرة ... لكن عجبا لهذه القهوة اسمها قهوة مرة وطعمها مر . ولكن لها تذوقا خاصا وتحركنا من داخلنا ولانعرف لذلك سبب واضح .
أما النسكافة فلها طعمها الخاص وجوها الشاعري الذي يخلط المشاعر ليعيد صياغتها من جديد فيبدأ الابداع .









  رد مع اقتباس