من كتاب - ذكريات ..علي الطنطاوي
يموت فيّ شخص ويولد شخص جديد ، والميتُ أنا والمولود أنا . خلايا جسدي تتجدد كلها كل بضع سنوات حتى لا يبقى منها شيء مما كان . عواطف نفسي تتبدّل فأحب اليوم ما كنت أكره بالأمس وأكره ما كنت أحب . أحكام عقلي تتغيّر ، فأصوّب ما كنت أراه خطأ وأخطّئ ما كنت أجده صواباً .
فإذا كانت خلايا الجسد تتجدد ، وعواطف النفس تتغيّر ، وحكم العقل يتبدّل ، فما هو العنصر الثابت الذي لا يتبدل ولا يتغيّر ؟ . أقول " قال لي عقلي " و " قلتُ لنفسي " ، فمن أنا – إذن – إذا كانَ عقلي غيري فأقول له وكانت نفسي غيري فتقول لي ؟ العنصر الثابث الباقي هو الذي لا ينقص إن قُطعَ عضو من اعضائي ولا يموت إن متّ ، بل يبقى حيّا يًحاسب فيكافأ أو يعاقَب . هذا العنصر هو " أنا " الحقيقي ، وهو شيء من غير عالمنا الأرضي فلا تنطبق عليه قوانين علومنا الأرضية ، هو الروح . هذا تفسير قولي إن من تعوّد أن يكتب كل يوم في هذا الدفتر وجدَ فيه يوماَ نفسهُ التي فقدها . ----------- المصدر : ذكريات علي الطنطاوي ( الجزء الأول ) . |
صدقت أبو أحمد بمنقولك الشيء الوحيد الذي لا يتغير هو أرواحنا دمت بكل خير أبو أحمد |
و سنجعل من هذا المنتدى الدفتر الذي ستكتب به ذاكرة الروح حيث وجدنا أنفسنا ذات يوم من هاتيك الأيام لعل ما تكتبه أيامنا يعدو كونه درساً يدرس للمستقبل ننتظر لنرى ما يخبىء حديث الروح و بوحها منقول قصير و المعنى كبير شكراً أبو أحمد |
المشكلة أننا بتنا في وقت نبحث فيه عن " أنا " الحقيقي نبحث فيه عن أرواحنا اين هي و من هي ؟ حقيقة يا أخي إننا نعاني من أزمة ضياع كلام اكتمل جماله بروعة نقله سلمت يداك |
الساعة الآن 12:24 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By
Almuhajir