منتديات قبيلة البو خابور

منتديات قبيلة البو خابور (http://mouhassan.com/forum/index.php)
-   ديوان البوخابور (http://mouhassan.com/forum/forumdisplay.php?f=2)
-   -   بين الحدية والواقعية (http://mouhassan.com/forum/showthread.php?t=9936)

المستشار 02-16-2011 09:29 AM

بين الحدية والواقعية
 
بين الحدية والواقعية
إن النظرة التحليلية العميقة لأحوال البشر في هذا الكون يلاحظ أن الناس يتمايزون بنظرتهم ومواقفهم وآرائهم وسلوكهم في الغالب بين نظرة قطبية أو حدية في إتجاه وبين نظرة قطبية وحدية في إتجاه آخر مقابل ,وهؤلاء يشكلون الغالبية العظمى من الناس في عالمنا الثالث , الناس في عالمنا لا يرون إلا لونين فقط إما أبيض أو أسود , والناس في نظرهم إما ملائكة أو شياطين , والأمور بنظرهم إما خير مطلق أو شر مستطير , وهم في عالمنا الثالث ينطلقون من مبدأ أو قاعدة " الكل أو لاشيء " وهذا في نظري أحد الأسباب التي تعيق التطور في عالمنا .
من الملاحظ في مجالسنا عند طرح أي فكرة أو رأي أو موضوع فإن الحاضرين ينقسمون على الغالب إلى رفض مطلق للطرح , أو تأييد تام بلا تحفظ وهؤلاء يشكلون بصدق أكثر من 95 % من الناس , هناك قلة فقط تشكل 5 % تدرس الموضوع بتجرد ومنطقية وتفكك الطرح إلى مكوناته وجزئياته فتقبل وتؤيد الإيجابي منها وتتحفظ على الأجزاء السلبية وتبدي الإستعداد والتعاون للإستفادة من الأجزاء الإيجابية في الطرح .
إن مرد ذلك يعود بالأساس لأسلوب التربية في عالمنا الثالث , حيث يوجد هوة كبيرة بين المثل العليا وبين إمكانية التطبيق في الواقع , والذي يؤدي في كثير من الأحيان عند عدم التمكن من الوصول إلى المثالية إلى الإحباط الذي يؤدي بدوره إلى حالة نقيض المثالية وذلك بسبب تربيتنا و ترسخ قاعدة " الكل أو لاشيء " في عقلنا الباطن بمعنى إذا كنا لا نستطيع أن نكون مثاليين فلا خيار لنا إلا أن نكون سيئين !!!!!!!!
إن الذهنية التي يعيشها الكثيرون في عالمنا وفي مجتمعاتنا مع أنها غير سليمة إلا أنها قد تكون مفهومة ( وليس مقبولة ) على الصعيد الفردي , إلا أن لها نتائج كارثية لدى ممارستها على مستوى العقل الجمعي في المجتمعات مما يؤدي إلى الإنغلاق , وتوقف عجلة البناء والتطور في المجتمعات , وهدر للطاقات , وتحول الناس من قوى فعالة وبناءة , إلى طاقات معطلة في أحسن الأحوال هذا إن لم تتحول إلى طاقات سلبية تساهم في تعميق تردي أحوال المجتمع .
الأمم التي تقدمت وتطورت تقوم أسس التربية فيها والرأي العام والعقل الجمعي لديها على روح ومبادئ واقعية وتتسم مواقفهم ورغباتهم وفق نظرية " فن الممكن " .
وهنا أحب أن أشير أن عملية تغيير الثقافة والنظرة للأمور من الحدية إلى الواقعية ليس بالأمر الهين واليسير سواء على الصعيد الفردي أو المجتمعي وأحسب أنني إحتجت لحوالي 30 عاما لأتحول في تفكيري ونظرتي وسلوكي من النظرة الحدية إلى مجال الواقعية .
ولذا فإنني أعتقد أن التحول إلى الواقعية الإيجابية في المجتمعات يحتاج لوقت أطول ولجهد أكبر نخرج به من الثقافة المدمرة التي نعيشها هذه النظرة التي يلخصها قول شاعرنا أبو فراس الحمداني :
ونحن أناس لا توسط بيننا لنا الصدر دون العالمين أو القبر
ويثني عليه إبن عمه المتنبي بقوله :
إذا غامرت في شرف مروم فلا ترضى بما دون النجوم

ابوعبدالله 02-16-2011 12:10 PM

السلوك الذي توارثه الأبناء عن الآباء هو ما رسخ هذه المعتقدات الزائفة في مجتمعنا و جعلت منه مجتمع منغلق على أفكاره و ثقافته التي هو خلقها بفكره و صدقها و آمن بها
فعلا أخي المستشار السلوك القطبي هو ساهم بشكل كبير في الحد من تطورنا و تقبلنا للأمور على واقعيتها و تجردها
و لكن حسب تصوري أن الجيل القادم سيعي هذه الفكرة و يطردها من فكره و واقعه بسبب وسائل الإتصالات الحديثة و اطلاعه على تجارب الغير من المجتمعات المتطورة و التعلم منها
موضوعك أخي المستشار يضع إصبعه على ألم دفين غير واضح المعالم للكثير
طرح راقي جدا و جديد سلمك الله

زهرة قاسيون 02-16-2011 12:19 PM

عمي المستشار...هذا الموضوع ما هو إلا دراسة فلسفية منطقية لتفكير البعض الآن..
موضوع شائك جداً..
سلمت يداك..

المستشار 02-16-2011 01:04 PM

شكرا أخي أبو عبدالله وبنت الأخت زهرة قاسيون مروركما الكريم .
كم نحن بحاجة لإعادة النظر في كثير من مسلماتنا التي نعتبرها حقائق وهي مجرد أوهام .

عثمان الغدير 02-17-2011 05:40 PM

الأمم التي تقدمت وتطورت تقوم أسس التربية فيها والرأي العام والعقل الجمعي لديها على روح ومبادئ واقعية وتتسم مواقفهم ورغباتهم وفق نظرية " فن الممكن " .
وهنا أحب أن أشير أن عملية تغيير الثقافة والنظرة للأمور من الحدية إلى الواقعية ليس بالأمر الهين واليسير سواء على الصعيد الفردي أو المجتمعي .

ولذا فإنني أعتقد أن التحول إلى الواقعية الإيجابية في المجتمعات يحتاج لوقت أطول ولجهد أكبر نخرج به من الثقافة المدمرة التي نعيشها هذه النظرة التي يلخصها قول شاعرنا أبو فراس الحمداني :
ونحن أناس لا توسط بيننا لنا الصدر دون العالمين أو القبر
ويثني عليه إبن عمه المتنبي بقوله :
إذا غامرت في شرف مروم فلا ترضى بما دون النجوم
=========================================
ابن الخالة العزيز المستشار.... موضوع جميل يحلل الواقع الفكري والثقافي والسلوك الاجتماعي لمجتمعاتنا.
كم نحتاج إلى مثل هذا التحليل العلمي المبني على الوعي والثقافة والتجربة الغنية
لكي نرى الأمور بشكلها الصحيح والواقعي .
وما أعجبني أكثر في هذا الموضوع هو الإشارة إلى أنه للقيام بأي عمل يجب علينا أولا أن نتفهم حجمه والوقت اللازم لإنجازه والمقدار الذي بوسعنا القيام به
فتغيير طريقة التفكير والثقافة والنظرة الواقعية لاشك أنها تحتاج لوقت ولكن المهم أن يكون لدينا القناعة وعندها ستصبح الأمور سهلة وهذه هي أول طريق النجاح وبعدها تصبح المسألة مرهونة بمقدرة الفرد على المتابعة ومراجعة نفسه بين الفينة والأخرى لتقييم مسيرته وملاحظة النتائج التي حققها .
......

تماضر الموح 02-19-2011 11:50 PM

نعم سيدي المستشار لافض فوك نحن فعلا نمر بمراحل غريبة عجيبة وتطورات مفاجئة
وغير مدروسة وهو تاكيد على نظرتك التحليلية والمنطقية للأمور فما أصعب التعنت والتشبث بمكان أو برأي حتى لو كان خاطئا .. وهو مايؤدي إلى انهيارات وسقطات مريعة بسبب مواقف
لا تبحث عن أسس راسخة لتتخذ قرارات صحيحة .. حتى في المجال الفكري والإبداعي تجد من حولك من يطلق آراء وأحكاما باهته دون النظر وتحليل المحتوى لموضوع ربما يحمل بين طياته مفاهيما أخرى لن يتسنى للمقرر رؤيتها قبل إضافة أو تحليل أو نسف الموضوع ..
أنا اشبه تلك الحالة بحالة من يدفع بالطفل الرضيع للمسير ولا يترك له القدرة والوقت على تحسس الأشياء والأماكن من حوله كي يتجنب سقطة مريعة وهذا مقرون بالتطور المفاجىء
لبعض الدول العربية التي أدت بها إلى كل هذه الإنهيارات الآن .. شكرا لك أخينا الكريم ومستشارنا الفاضل على هذه الرؤية العميقة التي نحتاج لقراءتها مرارا لأنها تحمل الكثير من المفاهيم التي يجب ان نسعى للغوص فيها واستقراء مكنوناتها تقبل مروري وتقديري ..

لهيب_الشوق 02-20-2011 12:21 PM


هذا الموضوع يصب في خانة وضع النقاط على الحروف

هو أنارة ضوء تغذيه هذه الفكرة التي طرحتها عمي المستشار

مواضيع كهذه .. ترتقي بمستوى العطاء كماً ونوعاً

اطال الله عمرك عمي المستشار




أيهم المحمد 02-20-2011 10:42 PM

و الله لم أعرف بالضبط عمّي المستشار من أين لي أن أبدأ و بأي الصور يجب أن أظهر في هذا الموضوع .
إنّي أعترف لك بأنّ ما سقته من أفكار تكاد تصيب الواحد منّا مقتلاً و أنت عن هذا ببعيد ، و أزيد فيها أنّني يوماً عن يوم أستفيد من أفكاراك النيّرة و المعطاءة سيدي .
أذكر منك في إحدى النقاشات طلبت إلينا أن نتمتع بقدر من البرغماتية و أن نكون أكثر قدرة على محاكاة الواقع .
ليست تهمة أو عار أن نكون سوداويين أو بيضاويين للغاية ، لكنّني بحقّ أفضل أن أكون كذلك على أن أكون رماديّاً تائهاً كوني لغاية الآن لم تسنح لي فرصة لتعلــّم الرمادية أو بالأحرى كيفيّة المزاوجة بين اللونين المطلقين " الأسود و الأبيض " والحصول على الموقف الملائم و المناسب .
فهل الواقعيّة الّتي تقصدها فعلاً هي تلك النظرة العارفة للإمكانيات الحقيقية والمستفيدة من الممكن و المتاح و البناء على ما توفّر منها لنتمكن هنا بالتحديد من تقمّص الدور الملائم و الحديث عن واقعيّة و برغماتيّة إيجابيّة تحفظ القدر المتاح من المكتسبات من حقوق و قيم متأصّلة فينا والتي قد تشير لها أبيات أبي فراس و المتنبي ؟

أحسب أنّي قد وعيت ما أردت عمّي المستشار ، لكن السؤال الأهم هل نستطيع اكتساب الواقعيّة بالتجريب و التطبيق العملي أم بقراءة نص معبّر أو أفكار سديدة كالّتي سقتها قبلاً ؟

المستشار 02-21-2011 08:52 AM

فهل الواقعيّة الّتي تقصدها فعلاً هي تلك النظرة العارفة للإمكانيات الحقيقية والمستفيدة من الممكن و المتاح و البناء على ما توفّر منها لنتمكن هنا بالتحديد من تقمّص الدور الملائم و الحديث عن واقعيّة و برغماتيّة إيجابيّة تحفظ القدر المتاح من المكتسبات من حقوق و قيم متأصّلة فينا والتي قد تشير لها أبيات أبي فراس و المتنبي ؟ ( عن مشاركة أيهم )
نعم هذا بالضبط ما عنيته وما قصدته .
نعم كلنا يبدأ نظرته للأمور على أنها إما أبيض أو أسود ولا شيء بينهما , ولكن البعض مع الوقت يكتشف أن ما بين الأبيض والأسود عدد كبيرمن الألوان , وهذا ما يحاكي الواقع المحسوس والعلمي , أنظروا إلى ألوان قوس قزح فهي تبلغ حوالي 7 ألوان أساسية ويمكن إنتاج ألوان كثيرة منها , لأن كلنا يعرف وقرأنا أن بعض الألوان تنتج من مزج لونين لتعطينا لونا ثالثا ,والألوان الناتجة عن مزج الألوان لا تقل أهمية ودورا في الحياة من اللونين الأبيض والأسود وإختيار لون خارجهما إذا كان مناسبا ويخدم الغرض ليس عيبا ولا عجزا ( كما كنا نظن حسب الثقافة التي تربينا عليها ) , وهكذا هي الحياة تفاعل وتلاقح , وأيضا كلنا يعرف المعادلات الكيميائية التي يتفاعل بها عنصران مختلفان بواسطة وسيط أو حاضن معين في ظروف معينة أو درجة حرارة معينة لتنتج عنصرا آخر يختلف عن كلا العنصرين المكونين له فالأكسجين يختلف عن الهيدروجين ولكن بإتحادهما بنسب معينة وتحت ظرف معين نحصل على الماء الزلال , هكذا أيضا في الحياة الإجتماعية , وأعترف بأن أبناء جيلنا لم ندرك هذه الحقائق أو كان إدراكنا لها بطيئا لأن مصادر ثقافتنا من نوع شعر أبي فراس الحمداني والمتنبي فأضعنا فرصا كثيرة , فنحن إما كنا عناصر خاملة , أو لم نكن ندرك أن هناك تفاعلات , أو لم نعرف الشروط والوسائط اللازمة للتفاعل .
وأما أنتم يا جيل الشباب فمحظوظون جدا لتعدد وتنوع مصادر الثقافة لديكم وتوفر وسائلها ولسهولة الوصول إليها وقد ضربت لكم مثالا أنني إحتجت لأكثر من 20 سنة لكي أتحول من النظرة الحدية إلى النظرة الواقعية .
الواقعية لا تعني الهلامية , ولا تعني عدم وجود رأي , ولا تعني عدم الوضوح , ولا تعني الضبابية , بل تعني التفاعل مع الواقع وتحليل جزئياته وعوامله لإنتاج موقف يمثل الموقف الأمثل بأخذ عوامل الزمان والمكان والبيئة الحاضنة ووسائل أو وسائط التفاعل التي تنتج الموقف الملائم في تلك اللحظة من الزمن .
وأما كيف ؟ فهناك عامل فكري , وثقافي , وهناك عامل الزمن فأنا أعترف أن تلك عملية تدريجية وبطيئة فردية وجماعية ولا يمكن أن تتم بين ليلة وضحاها
والسؤال هو : لماذا نضيق خياراتنا بين الأبيض والأسود إذا كانت الحياة تزخر بالعديد من الألوان ؟
إن مقولة أن الأبيض والأسود هما سيدا الألوان ما هي إلا نتاج الثقافة التي ورثناها عن أبي فراس والمتنبي التي تقول أنه لنا الصدر دون العالمين أو القبر والتي تقول بأن لا نرضى إلا بملامسة النجوم أو الإلتصاق بالتراب !!!!
أشكرك إبن الأخ أيهم لقد قرأتني بدقة .

وائل 02-21-2011 09:51 AM

للأسف هناك الكثير ممن يتعصب للقطبية ويتمسك بالنظرية البوشية القائلة : من ليس معي فهو ضدي

لا يمسك العصاة من المنتصف بل يمسكها من الطرف ويهوش بالطرف الآخر على الآخر لمجرد أنه اختلف معه ولم يوافقه الرأي
كبار العقلاء والحكماء يقولون عن الرأي :
رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب
أما الجاهل فيتشدق برأيه ضاربا بعرض الحائط آراء الأخرين ويهاجم كل من خالفه على أنه جاهل ولو كانوا أعلم وأكبر منه وأهلا للإختصاص
لا يوجد منظر في العالم يتفق الجميع على رأيه ولا يمكن لأحد فرض رأيه
هناك أمور ومسلمات ليست مجال للرأي
استخدام العقل والحكمة والتروي مطلب ضروري
وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك


الساعة الآن 12:45 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir

a.d - i.s.s.w